صالح لفتة ||
بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية قبل أكثر من ستة أشهر و فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات على شركات النفط الروسية واتفاق دول منظمة أوبك على ابقاء نفس مستويات الإنتاج دون زيادة أثر على حجم المعروض من النفط في الاسواق العالمية مما دفع الأسعار للارتفاع لمستويات قياسية استفاد العراق منها بشكل كبير وعززت ميزانيته المعتمدة أساساً على النفط بمليارات الدولارات.
لكن التوقعات والتحليلات ترجح ان الدعم الأوروبي لأوكرانيا لن يستمر طويلاً والرأي العام سيتحول تدريجياً إلى رافض لاستمرار تلك الحرب وناقد لتقديم المساعدات العسكرية من أسلحة ومعدات تطيل استمرارها ويثقل جيوب مواطني دول الاتحاد التي تعيش على وقع أزمة طاقة حادة وتضخم عالي وتكاليف مالية إضافية نتيجة الدعم العسكري للقوات الأوكرانية وقد برز هذا التحول واضحاً بأندلاع مظاهرات في بعض المدن الأوروبية وتصريحات مسؤولين من دول الاتحاد بضرورة وضع نهاية قريبة للحرب.
الحرب الروسية الأوكرانية امتدت تأثيراتها على اغلب دول العالم وشكلت ارتدادات اقتصادية في جميع القارات خصوصاً في أسواق الطاقة والسلع والمواد الغذائية الأساسية والعراق من الدول التي لم تسلم من تلك التداعيات والتطورات المستقبلية للحرب.
إن الفائدة الآنية الوحيدة التي جناها العراق من تلك الحرب هي ارتفاع أسعار النفط والتي يمكن إِنْهِيَارها في أي لحظة و تنقلب الفائدة إلى مُصيبة إذا لَمْ يَعْبَأْ بالتأثير المستقبلي للحرب سواء توقفت أو استمرت.
فالشتاء على الأبواب وكل المؤشرات تتحدث إن أوروبا لن تستطيع تحمل التكاليف المرتفعة لأسعار الطاقة وتفضل إجراء مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب مع إعطاء ضمانات لروسيا لرفع العقوبات عن صادراتها من الطاقة وزيادة المعروض من النفط وستدفع بأسعارة للتراجع وبالتالي هبوط واردات الموازنة العراقية.
و لتجنيب العراق المزيد من الديون الداخلية والخارجية والابتعاد عن السيناريوهات غير السارة والإجراءات القاسية التي ستضطر الحكومة العراقية لاتخاذها لتعويض عجز الموازنة يجب تطوير البدائل الممكنة لتمويل الموازنة من سياحة وزراعة وفتح الاستثمار وتقليل التعويل على النفط للحد الأدنى حتى لا تكون الأضرار كبيرة وكلما زادت الواردات نَمَى الخير أكثر.
أما في حال استمرار الحرب فقد يواجه العالم بأسرة مجاعة حذرت منها الأمم المتحدة مراراً ولن يكون العراق بمنأى عنها وارتفاع فضيع في أسعار الحبوب التي يستورد العراق الجزء الأكبر منها لسد احتياجاته.
لذلك الحكومة مطالبة بزيادة المساحات المزروعة من المحاصيل الإستراتيجية كالقمح والشعير والذرة والشلب وايلاء الملف الزراعي اهتمام أكبر ودعم الفلاحين بالأسمدة والمبيدات وإيجاد حلول للجفاف ونقص المياه.
ان الحرب الروسية الأوكرانية في كلا الحالتين تؤثر على العراق سواء وضعت أوزارها أو استمرت لفترة طويلة
وعلى العراق حساب حسابه من الآن ووضع الخطط المناسبة لتفادي ما يمكن حدوثة مستقبلاً
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha