حليمة الساعدي ||
النظام الايدلوجي الواحد والقيادة الموحدة خير من نظام متعدد الحلقات والرئاسات والقيادات فيه احزاب كثيرة متفرقة متناحرة تعمل على ارباك المجتمع و تسقيط القادة ومحاربة القدوة واشعال الشارع بنار الفتن السياسية التي وقودها الناس والحجارة.
ها هي ايران تتعرض لهزات امنية وتهديدات خارجية حاولت مرارا وتكرارا الولوج الى قلب النظام واسقاطه وسحب الثقة منه لكنها بقيت صامدة ومتماسكة رغم ما يثار ويشاع من اخبار كاذبة من الاعلام الاصفر والاعلام المناوئ بقيت كفة الحكومة الايرانية هي الراجحة وها هي اليوم تلتقط مثيري الفتن من بيوتهم كما تلتقط الحمامة الحنطة من الارض.
ان اعظم دول العالم هي التي انتهجت منهج الحزب الواحد والقيادة الموحدة وانا هنا لا ادعو الى ان يكون لنا حزبا واحدة لكن على الاقل ان تُختَزل هذه الاحزاب الكثيرة بحزبين اوثلاث يتنافسون على ادارة الدولة وتقديم حكومة نزيهة وقوية وخالية من الفساد ولو ان التعديل الدستور يشمل تعديل النصوص المتعلقة بنظام الحكم في العراق وتحويله من برلماني الى رئاسي ويصبح رئيس الجمهورية هو نفسه رئيس الوزراء لنتخلص من عقدة ازلية تسببت بتعطيل تشكيل كل الحكومات السابقة والحكومة الحالية على حد سواء وهي اختيار رئيس جمهورية يصادق على تنصيب رئيس الوزراء وهذه الحلقة الزائدة في نظام الحكم في العراق ما هي الا ترضية ومجاملة الاحتلال الامريكي للاكراد واصبحت مصدرا لارهاق الميزانية الاتحادية التي تخصص مليارات الدولارات لرئيس الجمهورية ونائبية وموظفيه ومستشاريه والفوج الرئاسي الكردي الذي يحميه وطبعا كل واحد من هؤلاء يتقاضا راتبا يعادل عشرة اضعاف راتب موظف عادي، عدى مصاريف الطائرات ووقودها والايفادات التي لا جدوى لها والنثريات والبدلات وغيرها حدث ولا حرج.
وكل هذا الموال عبارة عن حلقة زائدة ومعطلة ولا داعي لها ويمكن التخلص منها دستوريا اذا ما طالب الشعب بتعديل دستوري لنظام الحكم في العراق ينص بألغاء رئاسة الجمهورية كأن يكون نظاما يعتمد على البرلمان المنتخب ورئيس وزراء من الكتلة الاكبر يعمل عمل رئيس الحكومة ولا حاجة لنا برئيس جمهورية شكلي . كفانا مجاملات.. الشعب يئن من كثرة الازمات والامر تعدى نقص الخدمات ليصل الى نقص في الارواح والانفس.
لقد تم سحق الشعب العراقي وطحنه بسبب الخلافات السياسية والمخالفات الدستورية وتغليب المصالح الشخصية والمحاصصة وتقسيم المغانم فيما بين عشرات الاحزاب التي لا نعلم اسمائها ولا اشكالها وانواعها الا حين تملئ صورهم الشوارع فترة الانتخابات وبعدها يختفون وكأن الارض ابتلعتهم. يتسببون بمزيد من المأساة ومزيد من التناحر و الخلافات وارهاق المزاج السياسي في المشهد العراقي .
آن الاوان لتفعيل قانون الاحزاب وتعديله ووضع شروط تحد من هذه الفوضى والافراط الحزباوي ويكفي ان تتنافس على البرلمان حزبين او ثلاثة احزاب ذات طيف واسع من المؤيدين والمنتمين والمنتظمين.. فبأنتظام الاحزاب ينتظم المجتمع كما هو الحال في الدول المتقدمة في امريكا و اوربا وحتى ايران التي يتنافس على رئاسة حكومتها حزبين فقط هم المحافظين والاصلاحيين..
اما وضع نظام الحكم في العراق بهذه الكيفية فهو مقصود وقد دبر بليل لكي يعطي هذه النتائج الفوضوية التي تدر بالفائدة على دول الجوار واعداء العراق امريكا وحلفائها انطلاقا من مبدأ مصائبُ قوم عند قومٍ فوائدُ..
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha