المقالات

على القيصر ان يربط حذاءه بنفسه..!


علي عنبر السعدي ||

 

- لماذا حلق بطرس الأكبر ،لحى النبلاء ؟؟

- سيعلموننا بأنفسهم كيف نهزمهم .

بطرس الأكبر ،بجسده الرياضي وعقله العملاق ، شاهد الفارق بين تأخر روسيا رغم مساحتها العملاقة ،وتقدم الغرب رغم محدودية مساحته .

كان الجيش الروسي مهلهلاً ،كمية تنقصها النوعية والفاعلية ، وكان ضباطه من ابناء النبلاء، يقضون لياليهم بتلبية حفلات الرقص واحتساء الفودكا ،في بيوت النبلاء  الفخمة ، فيما كان الجنود يقضونها في الخنادق تحت الثلج .

وصلت الأخبار ان الجيش السويدي ،هزم الجيوش الروسية في أكثر من معركة ، فقال بطرس الأكبر : سيعلموننا بأنفسهم كيف نهزمهم . 

رأى بطرس الأكبر ، ان الضعف في بلاده ، يسببه بطر النبلاء وملذاتهم ، ولما كانت اللحية والشوارب المصقولة ،من علامات النبلاء ، فقد أصدر أمراً لحلق لحاهم - بدءاُ بنفسه ،  والتحاق جميع الضباط النبلاء في الجبهة مع جنودهم ، ثم جال على المواقع للتأكد ،وحين رأى جندياً يربط حذاء ضابط ، استدعى الضابط وأمره بالركوع ليربط حذاء القيصر (بطرس) وحين فعل الضابط  ذلك ،دفره بقدمه قائلاً : على القيصر ان يربط حذاءه بنفسه ،كما عليك أنت ان تفعل .

أرسل بطرس الأكبر ،الالاف من شباب روسيا ، للدراسة في الخارج على حساب الدولة ، فتعلموا أحدث الطرق في بناء السفن وصنع المحركات وانشاء المصانع ووسائل الزراعة واستصلاح الأرض ،وكل ما من شأنه ان ينهض بروسيا وانسانها على السواء .

بوتين تسلم قيادة بلد مهلهل ، تركه تفكك الاتحاد السوفييتي محطماً ،غواصاته تغرق في البحار والمحيطات ، وأسلحته احيلت الى خردة ،وجنرالاته يبيعون أوسمتهم لسد حاجتهم ، والأفذاذ من علمائه ، يلجأون الى أمريكا وأوربا ، وهم يتنكرون لبلد لم يعد موضع فخر في الانتماء اليه.

لكن ،ماهي الا سنوات ، حتى انقلبت احوال روسيا ، فقد نهضت كبلد عملاق ، يمتلك من القدرات ما يمكن تطويره  ،حتى من لجأوا  الى الغرب ، أنشأوا مراكز قوى مالية وفنية ورياضية  وثقافية ، أعادت ارتباطها بروسيا الام بشكل أو بآخر ، بل وامتد ذلك الى ((المافيات )) بكل أنواعها ،فاحتلت الروسية منها ،مواقع متقدمة في عالم المافيا .

مدّ بوتين أصابعه الفولاذية في مفاصل الغرب ، بواسطة " الهاربين"  ،والقلائل الذين رفضوا التعاون معه من الروس هناك ، دبر أمر تصفيتهم . أصيب الغرب بالقلق من مقدار التغلغل الروسي في دولهم ، ومع قوى روسية العسكرية الناهضة ،وسلاحها النووي – المحدث بمعظمه – ووسائل اطلاقه ، وقف الغرب عاجزاً عن تهديد روسيا بالحرب ، مستعيضا عن ذلك برفع وتيرة الشعارات الاعلامية  ،ودرجة من العقوبات ،بدأت وتيرتها تتراجع نسبياً عن الأيام الأولى ، كما ظهر تصدع ليس قليلاً في مواقف الغرب ضد روسيا .

وهكذا يقول بوتين للغرب ضمناً : اربطوا أحذيتكم بأنفسكم ،ولا تزجوا الشعوب في حروبكم ، والا سيصبح مصير (لحاياكم ) عرضة لمقصاتنا .

 

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك