المقالات

كش ملك مات الوزير

1144 2022-09-18

قيس النجم ||

 

"الجاهل من يعثر بنفس الحجر مرتين" مقولة لسقراط، والجهلة في بلادي يعثرون عشرات المرات، بل ويفتخرون أنهم موالون لهذا الحجر، او لذاك الصنم.

 السياسة في جميع الدول هي فن الممكن، إلا في العراق فقد أصبحت فن المستحيل؛ إنها الحقيقة وليست تهكماً او نكايةً، منذ أن جلب الامريكان لنا الديمقراطية التي صدعوا بها رؤوسنا، حتى صار العراق لقمة سائغة يقتات عليه غالبية دول الجوار، بحجة أمنهم القومي، وعلى حساب أرواح العراقيين.

الغريب في الأمر أن سياسيينا لا يدركون ما يجري في العراق، حتى أمسوا مجرد اوثان لا حول لهم ولا قوة؛ متناسين المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقهم، عندما تعثر بهم الجهلاء، وانتخبوهم مرة أخرى، والعراق أوصاله تتقطع وهم يتفرجون!

ما يحزن القلب أننا نسمع التهديد والوعيد دائماً، وحرباً شيعية شيعية بين الاخوة الاعداء؛ وشعار هذه الحرب هو محاربة الفساد والمليشيات المنفلتة، وعدم الولاء للعراق، "والتنابز فيما بينهم بألقاب صنعوها بأنفسهم كـ (الجوكر والذيل والوهابي والناصبي والبعثي) ألقاب لم تخطر ببال الناس البسطاء في عراقنا العظيم، غايتها التسقيط والعمالة والخيانة العظمى، مما جعلنا نعيش بلا استقرار ولا أمان، وجروحنا تنزف بلا توقف، والعراقيون يحصدون فشل الاختيار!

إذا اجتمع زمرة من الأغبياء، فانهم يسيرون ضمن مبدأ اضرب وأهرب؛ ساسة خونة مع سبق الإصرار والترصد، عندما أصبحوا كزوجة أبي لهب، وجمعوا الحطب وبدأوا يحرقون العراق به؛ بسبب صراعاتهم السياسية على المناصب، والحفاظ على مكاسبهم وكراسيهم، ومصالحهم الضيقة، وسكوتهم المقصود، رغم كل هذا تجدهم يدعون أن ولائهم للعراق، وشعاراتهم الكاذبة المزيفة، أصبحت مثل وجوههم التي تلّبسها الشيطان، وأنساهم الحديث الكريم (كلكم راعِ وكلكم مسؤول عن رعيته).

كل الأوطان لديها مشاكل، لكن ساستها يجتمعون متكاتفين يداً واحدة، حتى يجدوا الحلول لها؛ إلا العراق، حيث أصبحت مشاكله مكاسب للأحزاب والكتل، وعلى حساب الوطن والمواطن، هل نحن عقلاء عندما نتخلى عن مسئوليتنا، ونتهاون فيها؟! أليس هؤلاء الساسة اخطر علينا من الدواعش؟! لأنهم يحملون الحطب بكل وقاحة، ويرمونه فوق نار حرب أهلية "لا سامح الله" ويمهدوا الطريق لنشر الرسالة الشيطانية، التي يسعى إليها أعداء العراق.

ختاماً: أصبح السياسيون بيادق في رقعة الشطرنج العالمية، وقدموا الولاءات والتنازلات لأسيادهم في الدول التي تسعى لتدمير العراق، من خلال بيادقها، ولكن ليعلموا أن العراق وشعبه لاعبون محترفون، وسيأتي اليوم الذي يقول فيه "كش ملك مات الوزير" ليعود أفضل من الأول بكل شيء.

 

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك