المقالات

أبطال الدم العالمية موقف الحسين بوجه الظلم والطغيان


ميسون حسين الجبوري ||

 

سؤالي لنا ولكم ما الذي كان علينا القيام به لو كنا مكانه وإلى الآن؟

 

ما إن مضت أكثر من 50 عاما على وفاة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم   حتى عاث الفساد في الأمة الاسلامية تحت حكم  يزيد و بني أمية

كان أمام الإمام الحسين ابن علي ( عليه السلام ) خيارين تجاه حكم يزيد الفاسد. هما اما العيش في غنىً ورفاهية ، أو الرفض ومواجهة الموت وفي حينها كان الناس منقسمين البعض يخافون ويتآمرون والبعض يحترمون الحسين وبرغم كل هذا لم يكن هذا سؤالا صعبا للحسين. رفض الحسين. وقال:  "والله ، أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ، ولا أقرّ لكم إقرار العبيد… إني لم أخرج أشراً ولا ظالماً ولا مفسداً إنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي أريد أن امر بالمعروف وأنهى عن المنكر بسيرة جدي وأبي فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن ارد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين. "

وبدأ الرحلة من مكة إلى الكوفة محملة بالتهديد  بينما كان ينتظر ويتأمل في خطوته ، رسائل الدعم الطويلة من جميع أنحاء المدينة. وبرغم  انهم منعوا وصول الماء والطعام وعلما كان عددهم جيش الأعداء  يفوق رجال الحسين و تم قتل الحسين واهله وأصحابه بوحشية تدبير تلو الآخر ،وأسروا النساء والأطفال  بلا رحمة رفض التخلي عن مبادئ.. وبهذا أوضح لنا الإمام الحسين أن من دوافع ثورته ونهضته المباركة هو رفض الظلم والفساد ومقاومة الظالمين، وأن المنتصر في هذه المعركة هو من يتمسك بمبادئه وقيمه، وهو ما أثبت التاريخ حقيقته حيث انتصر الدم على السيف، والحق على الباطل..

من دوافع مواجهة الظلم ومقاومته، علينا أن نستلهم من سيرة الإمام الحسين نقاوم الظلم والظلمة؟

رفع الظلم قلبياً  ومقاومة الظلم بالبيان والتعبير وبالعمل الصالح الظلم والفساد يعني السرقة  في مد اليد على اموال الغير، والفساد يعني تحويل اموال الدولة الى اموال خاصة من خلف ظهر القانون (!)

   هذا والفساد في العراق تجاوز كل الدول في فساده حيث اضحت أن المليارات تنهبها الوزارات والمتنفذين في الحكومة والاحزاب وقد انغمست اجهزة النظام  في الفساد وتزاحم المسؤولين في نهب اموال الشعب المخصصة لمشاريع الدولة وتردت الخدمات الى درجة  ان الحكومات المتتالية لم تحرك ساكنا امام تردي الاوضاع  ..

الامر الذي ادى انتفاضة الشعب من جنوب الى شمال العراق حشوداً من المتظاهرين رافعين لافتات «لا لسرقة اموال الشعب» ومطالبة بتوفير الخدمات وتطهير مؤسسات الدولة العراقية من الفساد ومحاسبة المفسدين ..

كل هذا ولم تستطع الاحزاب تحسين الاوضاع العراقية التي تنحدر من سيئ الى اسوأ.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك