د. علي المؤمن ||
بعد دخول جمهور التيار الصدري الى مجلس النواب واعتصامه فيه، وكذلك تظاهرات جمهور الإطار الشيعي واعتصامه على مشارف المنطقة الخضراء، وكلا الجمهورين ينتمي الى بيئة اجتماعية واحدة، هي ــ غالباً ــ بيئة الجنوب العراقي؛ لاحظت تصاعد الخطاب العنصري الطائفي في وسائل التواصل الاجتماعي من قبل بعض أهلنا السنة، وهم يزدرون أهل الجنوب، من خلال استخدام مصطلح "الشروگ"، بذريعة انتقاد ما يحصل من تصرفات بعض معتصمي مجلس النواب.
ولكن في الوقت نفسه؛ نجد الفضائيات التي تنتمي الى البيئة الطائفية العنصرية نفسها؛ تصب الزيت على نار الخلاف بين أبناء المكون الشيعي، وتشجع على حرقهم، في إطار الهدف الطائفي الموروث: (( نخليهم يذبحون بعضهم)).
ولو كان هذا الخطاب العنصري الطائفي بريئاً وعفوياً؛ لما شجّع هذه التصرفات في فضائياته، ولما سخر منها في وسائل التواصل الاجتماعي في الوقت نفسه. ولو كان هذا الخطاب يستند الى معايير تاريخية ووطنية وإنسانية؛ لاكتفى بنقد تصرف قسم من الجمهور السياسي وسلوكه، ولم يزدر (الشروگ).. أهل الجنوب، الذين هم أصل الشعب العراقي.