المقالات

لا تصدم عندما تتحقق كوابيسك، وتتلاشى أحلامك..!


قيس النجم ||   الطيبون مصابيح صغيرة نورهم يملأ الكون بأكمله، ولا نعني بالكون الفضاء الواسع، بل هو المحيط الذي يحيط بهذا الكائن البشري الودود، أو مجتمعه الذي يختلط به، ويتعامل مع الآخرين بحسن النوايا، ونقاء السرائر، وإلا ما يضير هذا الإنسان المتميز في طيبته، عندما يتم إنتقاده أو العبث ببعض زوايا حياته. يعيش بيننا الصالح، لكن ما يهمنا منه بالمقابل هو براعة إنتاجه، وقوة طرحه، ومقدار تأثيره في الصورة والكلمة، وحتى الصوت فأحياناً كثيرة يكون صراخ المبدعين أقوى من هدوء الفاشلين، لذا لن يَضيع المبدع أو الموهوب وقته، في تتبع هذا النقد أو ذاك، بل يسير قدماً سيراً حثيثاً نحو النجاح، فيقول: ها أنا ذا بصوت الواثق. هناك حكمة تقول: الأسلوب زهرة لا تنبت في كل الحدائق، وكذلك هي خصلة لا يمتلكها كثير من الناس، والحقيقة أن تعقيدات الحياة، أوجدت حوارات من السجال العقيم، والترهل الزائد في السلوك والإلحاح، وأيضاً الإدعاءات الزائفة لبعض المدعين، من أجل أن يحظوا بما يشتهون، بعيداً عن إصطلاحات التباهي بكبريائهم المزيف، الذي لا يغني من جوع. قد يبكي الكرسي المكسور، ويحرقه لهيب الاغتراب، لأنه بثلاثة أقدام، ومن الصعب صموده بوجه العاتيات، فمثقفونا وسياسيونا لا يبكون، رغم أن عقول بعضهم، تغوص في رماد الفكر المسموم، بإسم الحرية والحداثة، فيستهويهم الغرق في متاهات المقاهي، وبيوتهم مثقلة بالغياب، فتأخذهم جلسات الأحبة والأصدقاء، ليبنوا أحلامهم وأمجادهم الزائفة، ويتمنوا ألا تنتهي رغم تفاهتها. لا يمكن للإنسان تصور نجاحه أو فشله، وهو يعيش بطريقة التغاضي والتراضي، ويتنازل عن بعض مبادئه، مقابل بعض المجاملات المارقة، التي قد تدر عليه ببضع دنانير، وقد تلاحظ متسولاً في يوم من الأيام مستلقياً، على سرير يغلفه الحرير، وتحيطه الجواري، ويتناول شحم المحار، وبيض الكافيار، رغم فقره، لأن كرامته عنوان بارز حافظ عليها، وقد تشاهد سياسياً مفترشاً الأرض، يأكل من فتاتها، وبقايا المزابل، لأنه لا يملك ذرة من الكرامة المفقودة حين يدعي بها، ثم تهرول انت مسرعاً نحو الورقة لتكتب، أن هناك خطأ ما قد حدث.  ما يشجع توقعاتي تلك، هو إنني الآن فوق القمر، وسأردد حتماً أنشودة الحرية، بصوت المنتصر، وسينتهي الأمر فما بعد التحرير سيأتي التغيير، ويتمتع المشاهدون برؤية أشباه الرجال، وهم خاضعون لحكم قاسٍ لا وجود للحرية فيه، حيث سيحكم الرجل بأزيز الرصاصة. ختاماً: عند هذا الإنسان تقف مصابيح الطيبة مؤقتاً، لتدرس المشهد جيداً، وتدرك عواقبه مجدداً، سيما وأنه لن يتخلى عن ثروته مطلقاً، فالشعب أقوى من الطغاة، وهناك في المنفى يقول سأعود لوطني، لأن المحراب بانتظاري، وهنا تتميز براعة الإنتاج، وقوة الطرح، لهذا عزيزي الحالم، لا تصدم عندما تتحقق كل كوابيسك، وتتلاشى أحلامك.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك