المقالات

الامام الحسن نبراس الكرم و الكرامة


بـدر جاسـم ||

 

الإمام الحسن(عليه السلام) منارة شامخة تشق عمق التاريخ لتطل علينا بالكرم و السخاء، و سيرة زاخرة بالعزةِ والاباءِ تشهد لها ميادين المناظرات و سوح الجهاد.  

الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) بيّنَ ما للأمام الحسن السبط (عليه السلام) من مكانة جليلة ومنزلة عظيمة بالأقوال و الأفعال، كذلك  الآيات القرآنية كآية التطهير و المباهلة، إضافة إلى الأدوار الهامة والمهام الكبيرة التي قام بها الامام المجتبى في دولة ابيه(عليهما السلام) من خطابات التوجيه والإرشاد و رص الصفوف و استنهاض الهمم في مواجهة الأخطار و المشاركة الفاعلة في ميدان الجهاد، توضح ما كان للأمام (روحي له الفداء) من إيمان و تقوى و كرم وشجاعة واخلاص، فهو سليل النبوة و ثمرة الرسالة. 

قدم الامام الحسن السبط (روحي له الفداء) حكمة بالغة و شجاعة فائقة و إيثار منقطع النظير في ظروف يملئُها الانقسام و الإشاعات وبيع الذمم، لقد حقن دماء المسلمين و منع اجتثاث المؤمنين من الأرض، عندما لم يكن للانتصار اي مقوم بسبب ميل الناس للدعة وكرههم للحرب، لقد فرطوا بخيار المقاومة و ملوا الحرب، فتركوا الامام الحسن المجتبى بين محاولات الاغتيال و الدعايات و التفرق من حوله، حتى وصلت الأمور إلى أن يُسلم الإمام الحسن اسيرا إلى معاوية، فلم يكن هناك خيار افضل من الصلح مع معاوية بشروط ليفتح نافذة لمواجهة بشكل آخر. 

فتح الامام الحسن المجتبى(عليه السلام) بعد الصلح مدرسة مارس فيها دورهُ الرسالي في تصحيح انحراف الأمة، وانتشالها من مستنقع الحزب الأموي، ليكون سراج يُضيئ عتمة الحكم الأموي للمسلمين، كذلك عمل على نشر الثقافة الإسلامية و مد الشارع الإسلامي بالعديد من العلماء كالأصبغ بن نباته و عدي بن حاتم الطائي و سليم بن قيس الهلالي، وهكذا استمر في انعاش الأمة و إعادة الحياة اليها تدريجياً.

الامام المجتبى( عليه السلام) علمٌ خفاق و نورٌ وهاج في سماء الكرم، بكرمهِ يدفع الفقر عن  الفقير إلى الأبد، و معز للمؤمنين حيث أبعدهم عن الاجتثاث و سمح للامة ان يعرفوا الوجه الآخر للحزب الأموي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك