للتغيير، حالة دائمة عند الإنسان، حين يستهدف التحول من حالة ضارة إلى حالة أخرى نافعة، وهذا التحول قد يشمل أنماطا مُحددة من الحياة، وربما يشمل طبيعة الحياة برمتها، ومن الطبيعي أن نقول أن هُناك أساليب كثيرة يُمكن إستخدامها لتحقيق التغيير المطلوب في جوانب الحياة المُختلفة، وهذا ما نقول عنه إصطلاحا أن زيد أو عمرو من الناس قد تغير وضعه من حال سيئ إلى حال أفضل، او أن مجتمع ما قد حصل فيه تغيرا كبيرا نحو الأحسن .. ويقينا أن ذلك لا يحصل ولن يحصل إن لم تكن هناك إرادة او رغبة حقيقية وجادة في إحداث التغيير المنشود، وفقا لِما يراه الفرد او المجتمع، وبالتالي صناعة واقع جديد يتلائم مع ظروف الفرد او المجتمع، حتى يُحاط بمتطلبات الحياة الجدبدة، وهذا ما تعمل عليه الشعوب والأمم المُتحضرة .. بعبارة أخرى أن كل هذا لم ولن يحصل ما لم يمتلك المسؤول ورعيته الإيمان المُطلق للتغيير نحو الأفضل والأحسن، وبالتالي صناعة حياة جديدة للمجتمع تسمو بها كرامة الإنسان وتحرره من القيود السلبية المفروضه عليه التي تسلب منه قدراته المعنوية والمادية المتمثلة بالعيش الكريم وليمارس وحقه في الحياة تحت نظام عادل او أي سلطه تسعى لخدمته، وتعمل على ذلك ليل نهار .. وطبقا لسياق التغيير هذا والنفوذ إليه تحررت معظم شعوب العالم، وبَنَت بلدانها وهي زاخرة في التقدم والتطور العلمي، وتعيش شعوبها بإمن وسلام في ظل أنظمة تسود مجتماعتها المسؤولية الإجتماعية التي تشمل الجميع، مُنطلقة بذلك من أن مبدأ المساواة هو الذي يجب أن يسود للحفاظ على البلدان وثرولتها، مع رفضهم القاطع للأخطاء والممارسات التي قد تحصل لتعيق عملهم لبناء مشروعهم الإنساني، فعندما يظهر على السطح أي سلوك او حالة مُضرة في المجتمع، فسوف لن تسمع من أبناء هذه البلدان غير كلمة الـ (لا) المُقدسة، والتي تعني عندهم حالة الرفض القاطع لما يرونه سيئ او ضار بهم وببلدانهم .. أما فيما يخص عالمنا العربي وخصوصا العراق، فقد غابت عن شعوبه كلمة الـ (لا) المُقدسة منذ عقود من السنين الطويلة، وذلك بسبب طبيعة الحياة القاسية وبسبب من طبيعة الأنظمة المتسلطة التي تعاقبت على حُكمه، حتى جعلت من حال الإنسان كحال الجمل، مُتقبلا ومُتحملا، أثقال الحياة وهمومها، وصار مثل الجمل لا يُجيد إلا الصبر، مُضافا لذلك تحمله مثل الجمل أعباء الصحراء القاحلة الخالية من كل شيئ إلا من الأشواك والنباتات الضارة حتى صار مُثقلا بكل شيء، ومع ذلك صار الجمل يُعطي الكثير للإنسان، لكنه لا يأخذ إلا الشيئ القليل، وحتى القليل هذا قد يذهب مع مرور الأيام بسبب فساد الأنظمة وخراب النفوس .. ومن المُؤسف حقا، أنه حينما يرفض شعب العراق الصعوبات التي أناخت به مثل الجمل وقهرته وحطمت حياته، فإن أحدا من السلطة لم يلتفت له ولأبناءه شيبا وشبانا، وهم يسعون لإحداث التغيير المنشود وبأصوات بلغت حناجرهم، وهي تتعالى بكلمة الـ (لا) المُقدسة التي توزعت بشكل واضح وصريح .. لا للظلم .. لا للفساد .. لا لكل شيء يثعطل ويدمر الحياة ويعم على البلاد الخراب والدمار .. من هُنا نقول، أن كلمة الـ (لا) مُقدسة كونها تطلق ضد كل ماهو ضار وسيئ وما هي إلا خطوة متقدمة ومهمة التي تستهدف إحداث التغيير المنشود في العراق لكي يبلغ المجتمع مرحلة التطور والتنمية والبناء والإعمار الحقيقي، وأن تسود بين أبناءه العدالة والسلم المجتمعي بعيدا عن الفساد والظلم، مثلما سبقتهم لذلك شعوب أخرى حتى صارت تنعم بخيرات بلدانهم .. ووفقا لهذا المنهج الإجتماعي ــ الإصلاحي المعزز بكلمة الـ (لا) المُقدسة يُمكن تغيير واقع ما يعيشه العراقيون منذ نحو عشرين عاما شريطة أن يتكاتف الجميع لتحقيق هذا الهدف لمغادرة كل مظاهر التخلف ومنه الفساد والسرقة حتى نكون أمة مُتحضرة بحق يكون فيها القابض على السلطة خادما للشعب ..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha