المقالات

سانا التي من طينة البشر

1566 2022-08-29

حمزة مصطفى ||

 

الفنلنديون تحكمهم إمرأة ولها عرش عظيم. سانا مارين رئيسة االوزراء الفنلندية وأصغر رئيسة وزراء  في العالم  تصدرت "فضيحتها" نشرات الأخبار مؤخرا. هذه الشابة ذات الـ 36 عاما وصلت الى هذا  المنصب في بلادها الثلجية حالها حال العديد من نساء القارة الأوربية ممن وصلن الى رئاسة الوزراء أو وزارة الدفاع أو الخارجية. أما الخارجية فمثالها الأقرب ليز تراس وزيرة خارجية بريطانيا التي تتقدم الآن على أقرب منافسيها لنيل منصب رئيس وزراء المملكة المتحدة.تراس "من رخصة سانا" تستعد لنيل المنصب الذي سيتركه الشهر المقبل  بوريس جونسون بسبب فضيحة. ماهي الفضيحة؟ حفلة في مبنى رئاسة الوزراء أثناء جائحة كورونا. بالنسبة لنا وفي سياق قاموسنا  لمفهوم الفضائح   تصنف كمقبلات أو بالجلفي الفصيح "زلاطة".

لكن ماهي وجبتنا الرئيسية؟ قد يقول قارئ او قائل أو متقائل أن وجبتنا الرئيسية هي التسجيلات المسربة. يخرج على الفور أمرؤ  القيس من بطون المصيبة  صارخا "بين الدخول فحومل" قفا نبك . نقف لكن ليس لكي نبكي مع أمرئ القيس بل بإنتظار سانا مارين التي وصل موكبها. وقفنا على الصفين لكن ليس على طريقة عبد الرزاق عبد الواحد يهجو الشيخ جلال الحنفي يحدونا الأمل في أن تكشف عن ساقيها "عبالها" لجة. ولأنه ليس صرحا ممردا من قوارير كانت تغالب دموعها لتبرير "الفضيحة" وهي تقول "أنا من طينة البشر". إنهمرت الدموع بينما كان أعضاء البرلمان الفنلندي ينكّرون لها عرشها دون رحمة, ويجبرونها على إجراء تحليل مختبري بعد أن حامت شكوك حول سلوكها الشخصي حين كانت ترقص وتغني في حفلة مع أصدقاء. مخاوف  الفنلنديين على سمعة بلادهم لا رئيسة وزرائهم تمثلت فيما إذا تعاطت سارين المخدرات.

مارين التي لم تأخذ مخدرات طبقا لنتيجة الفحص إعترفت بتناول الكحول. "البنية" وإن كانت رئيسة وزراء لم تصنف نفسها ولا صنفها الفنلنديون من طينة الزعماء والقادة وتيجان الرؤوس بل من طينة البشر. هل أخطأت؟ يقول الفنلنديون الذين دافعوا عن شرف فنلندا الرفيع لكن ليس على طريقة المتنبي نعم أخطأت وهو ماتطلب الإستضافة فالإستجواب فـ "الشرشحة" في البرلمان. لم تنم الأمة الفنلندية التي هي الآن على أعتاب الدخول الى عضوية حلف شمال الأطلسي "الناتو" حتى ظهرت نتيجة الفحص السالب. سلم الشرف الرفيع من الأذى  بعد أن أريقت على جوانبه قطرة بول إستوجبها الفحص يا أبا محسد. أنت نايم ورجليك بالشمس. هل تحدثت عنا؟ عدنا  تسجيلات, تسريبات, فضائح؟ مو يازوووووق؟ لماذا؟ زعماؤنا ليسوا من طينة البشر..

 "دك  عيني دك".

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك