علي الخالدي ||
مادتنا الإعلامية ما زالت حديث سماحة السيد رشيد الحسيني في شرعية قيام الثورات في زمن الغيبة ، البشرية ومنذ ان خلقها الله سبحانه وتعالى، بطبعية فطرتها طموحه، تبحث عن الرقي والكمال،مها كانت صور الترف أو التطور العلمي والاقتصادي والصناعي أو الأمني الذي هية فيه. ، ترغب بالمستويات الأعلى والأفضل من الحال التي تعيشها، تميل لأقصر الطرق واسهلها بالوصول .
نبدأ بعرض مجموعة صور لا بد من توضيحها أولاً لفهم مغزى حديثنا ، بعد ان تأسست الدول الحديثة على مجموعة أنظمة و قوانين،تهدف لحفظ حق المواطنة ، والتي تعاهدت فيها الحكومات مع رعاياها على الحقوق والواجبات ، سلكت المجتمعات المعاصرة والمتحضرة مع انظمتها مجموعة طرق لتحقيق حاجتها وفي حالة عدم تلبيتها ، يبدء المجتمع بالحلقة الأولى في طلب تلك الأهداف ، وهي حلقة مايسمى بالمظاهرات ، وتبدأ على شكل مجموعات صغيرة من المواطنين، لتحقيق طلب ما، أو رفض حدث ما يرى المواطن ضرر فيه عليه أو على بلاده، ثم تتوسع الرقعة فتسمى احتجاجات شعبية، وقد تتطور للاعتصامات المؤقتة وقد تتسع فتكون مفتوحة، والتي فيها إيقاف لعمل مؤسسة ما أو عدة مؤسسات تشل من خلالها حركة الدولة، وكل هذه الحلقات هي حقوق مشروعة للمواطنين، كفلتها أنظمة ودساتير العالم، وكفلها الإسلام أيضا، فسماها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودرء المفاسد، و التي لا يحتاج المجتمع الإذن فيها من الحاكم الشرعي .
الثورة أكثر اتساعاً من رقعة المظاهرات والاعتصامات و الاحتجاجات، تتسم بالأكثر تنظيما وقيادة وقدرة وامكان ، فهي تهدف لإسقاط نظام كامل وكبير ، واجتثاث كل جذوره ، لذلك تحتاج لقيادة خبرت سبل السياسة والأمانة في حفظ ارواح واموال الناس، فاسقاط الأنظمة و خاصة بالدول الإسلامية، دائما ما يكون فيه دماء وضياع لبعض الممتلكات وهلع وخوف من الذهاب إلى المجهول بسبب تراكمات فشل تلك الثورات ، والإسلام وتحديدا مذهب الشيعة اول همه حفظ تلك الدماء الطاهرة ،وهنا فقهاء الشيعة لا يستخدمون مصطلح "حفظ الدماء " حجة أو غطاء في السكوت على الظلم والفساد وعدم التغيير، فمثلا في عصرنا تجد ان المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة السيد السيستاني "دامت بركاتة" مع انها ترى أن النظام الحالي [نظام وليس شخوص ] هو من أفضل الأنظمة بين دول العالم، ملائمة لتركيبة الشعب العراقي ، إلا انها أول من قادة ثورة التغير ودعت للإصلاح وتعديل الدستور ب "انقلاب ابيض " عبر صناديق الانتخابات بعيداً عن إرهاق الدم، وهذا يعني أن الفقهاء داعمين لأي حركة تغيير مع حفظ الأمن العام للأمة.
إذن وبعد كل ما عرضناه، نستشف من حديث سماحة السيد رشيد الحسيني، والذي استخدمه إعلام أعداء الشيعة للتفرقة بين أبناء المذهب ،انه حديث فقهي عام ولم يخص زمان أو مكان محدد أو يشير لجهة بعينها ، فحديثه حديث العقيدة وأكبر من أن يقاس مع ما يدار في الشارع من مسميات لجميع الحركات.