د. محمد ابو النواعير ||
لم اجد في حياتي محارب يحارب بأكثر من جبهة، الا قلة قليلة نادرة مستثناة في التأريخ، لصعوبة واستحالة ذلك.
رشيد الحسيني
من القلة القليلة التي اشتركت في معترك قتال ونضال ضد اكثر من جبهة مفتوحة .
- فهو يحارب جهل المجتمع، وله منبر مفتوح نزل به الى كل الناس، بسيطهم وعظيمهم، جاهلهم وعالمهم، غنيهم وفقيرهم، رافعا سيف المعرفة العلمية والفقهية الدينية.
- وهو يحارب دفاعا عن المرجعية الحقة، وقد كان (صوته) ابلغ ضربا من (السوط)، على كل الدعوات المنحرفة الضالة التي تريد تشتيت وتمزيق الكيان والدرع الحامي لشيعة علي، وهي مرجعيتنا الشريفة.
- وهو الذي تصدى لحل مشاكل الناس، ولا يتوانى ابدا عن القيام بذلك مع الناس فردا فردا، فبابه مفتوح، وعقله متفتح، واخلاقه مبسوطة.
- وهو الذي تصدى دوما بحمل سلاح المعرفة الفاضحة لعهر وفساد وتستر السياسيين، فقضى على الكثير من مشاريعهم الموهومة التي يريدون بها دوما تضليل الناس، فاكبّهم على منخريهم، ونجح في خلق وعي جماهيري يقاطع سياسيي الفساد والانحراف.
- وهو الذي يسعى دوما لتشكيل منظومات معرفية تخصصية، مهمتها الوحيدة محاربة الجهل والخرافة والانحراف في المجتمع، ايمانا منه بان مشاريع الاصلاح المجتمعي والاخلاقي هي مشاريع تشاركية وليست فردية، وان يد واحدة لا تصفق.
دعاني يوما لضيافته، لا اريد ان اذكر كل ما رأيته فيه ولمسته منه، بل اكتفي بذكر واحدة.
منذ ان بدأت جلستي معه الى ان انتهت، لم يشاهد قلبي منه سوى دما عبيطا ينزف من قلبه، حزنا وقهرا وتألما وغيرة، على ما يجري في مجتمعنا من مؤامرات داخلية وخارجية، تهدف الى زرع الانحراف مستهدفة بناتنا وشبابنا ورجالنا ونسائنا، حتى بت على يقين، ان الرجل اصبح وليس له هم في الحياة، الا اصلاح المنظومة الاجتماعية والاخلاقية والعقائدية والسياسية لهذا المجتمع.
حفظكم الله ايها السيد الحسيني قول وفعلا ونسبا، ولعن الله تعالى وأخزى وفضح كل من يعتريكم بسوء قول، او بفاحشة لمز، فانت الطاهر المطهر.
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha