لمى يعرب محمد ||
بيت العنكبوت أو نسيجه أو ما يسمى ب الهلل أو الوشع، هو بناء من مادة الحرير البروتينية، يبلغ طول خيطه 20سم، وظيفة هذا النسيج هو اصطياد الفريسة، صفاته مزيج بين المتانة والمرونة، أي بمعنى على الرغم من خفة وزنه إلا انه يمتاز بالمتانة، الحقيقة العقلية التي اكتشفها الإنسان إن خيوط نسيج العنكبوت هي من أقوى الخيوط، والتي تختلف عن الحقيقة التي ذكرها القران "مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لبيت العنكبوت لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ".
ما هذه المفارقة بين الإثباتات العلمية الحديثة والآية الكريمة؟!..
ولماذا عبر القران الكريم بكلمة الوهن هل يقصد به المعنى المادي الملموس أم هناك تفسير آخر أعمق بكثير!!..
من الناحية العلمية التي ذكرتها سابقا، وجد إن نسيج العنكبوت من أصلب الأنسجة وان صلابته تزيد عن شدة الحديد الصلب، ومن الناحية المعنوية انه أوهن بيت على الإطلاق!!.. لأنه بيت محروم من معاني المودة والرحمة التي هي الأساس في كل بيت، وذلك لان سلوك العنكبوت يعتمد على افتراس بعضها البعض، وبالتالي إن قبح هذا السلوك وبشاعة سلوكيات أفراده، القائمة على الذات المتفردة جعلت بيته أضعف البيوت، فهذا الحيوان لا يؤمن بثقافة المشاركة، والمثير للدهشة أيضا عندما يفقس البيض تخرج العناكب فتجد نفسها في أماكن مزدحمة بالأفراد داخل كيس البيض فيبدأ الأخوة في الاقتتال من اجل الطعام أو المكان فيقتل الأخ أخوه وأخته.
إذن.. إن وهن بيت العنكبوت الذي أشار إليه القران ليس بملاحظة نسيجه وإنما بملاحظة استمرارية العائلة والعلاقات الاجتماعية في هذا البيت.
هذا العداء الشديد والعلاقات الهشة الضعيفة بين أفراد العناكب، شبه الله بها بيوت الذين لا يؤمنون به، أحق أن توصف بيوتهم بأوهن البيوت وسلوكهم بسلوك العناكب، وربما أحق أن يوصف فكرهم أيضا بفكر هذا الحيوان المفصلي المتمرد، يأكلون بعضهم بعض ولا يبالون، ينسجون من خيوطهم شبكة عنكبوتية منفعية، يظهرون فيها ذاتهم المزيفة كأنهم في حفلة تنكرية من طراز خاص، نسج من وهن ونفس أمارة وسوسة شيطان..
لو كانوا يعلمون!..