المقالات

ألمرارة في ألقطارة..!


رسول حسن نجم ||

 

 في كل نكبة تحدث في العراق الجريح يعيش العراقيون حالة من الغضب والانفعال والسخط والنقمة وقول السوء و( لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) على الحكومة والسياسيين بكل اصنافهم وطوائفهم ومسمياتهم ، فقد أجاز الله قول السوء على الظالم من المظلوم والمظلوم هنا كل العراق من اقصاه الى اقصاه ، لانه لايملك الا الكلمة ، وحتى الكلمة اليوم وبث الشكوى أُريد لها ان تُذبح لكي يبقى العراق جسدا بلا روح او قطيعا يُقاد كما يشاؤون .

 ولكن (..يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون.. ).وفي كل مصيبة تحدث يستذكر العراقيون المصائب السابقة من المفخخات والخطف والقتل على الهوية والمتاجرة بدماء الابرياء لحسابات سياسية وقومية ومذهبية باجندات داخلية وخارجية ، هذا وكل الحكومة وحاشيتها على مرأى ومسمع مما يحدث ، فلم نجد احدا منهم هرع لحظة وقوع الحوادث ومنها حادثة القطارة بل يأخذون وقتهم في التحليل وقياس المخاطر الامنية التي ربما يتعرض لها المسؤولون ومعرفة الاسباب والمسببات! فيما اذا كانت هذه الحادثة مدبرة لإستدراجهم لموقع الحدث وبالتالي تشكل خطرا على حياتهم!! لان حياتهم عندهم اهم من حياة شعوبهم! واهم من أن يشاركوا مواطنا من مواطنيهم او يواسوه بمصيبته ومأساته!

ولقد هالني منظر ذلك الاب المفجوع بزوجته وبنتيه اللواتي قضن نحبهن تحت الانقاض ولم يتبقى له سوى طفل يرقد في المستشفى ويقف ابوه عند رأسه وهو يبتسم لولده ويطمأنه على امه واخواته بانهن بخير ليُسكّن من روعه لكثرة سؤاله عنهن ، تلك الابتسامة من قلب محطم نازف لايساويها حياة كل السياسيين من اقصى اليمين الى اقصى اليسار الذين إكتفَوا بعبارات مواساة مقتضبة ومختصرة جدا تنم عن عدم اهتمامهم بحياة شعوبهم ، فيما نجدهم يتكلمون لساعات ويكتبون صفحات طوال ويدخلون فيها ماوقع في أيديهم من عبارات وآيات وأحاديث نبوية وسيرة أئمة اذا كان الامر يتعلق بمنصب او وزارة او مكسب مادي من اموال السحت التي نهبوها من لقمة يتيم او عباءة ارملة او حق مريض لايجد ثمن حتى شريط البراسيتول ليهُدأ ألم رأسه الذي أبرمومه بكثرة كذبهم وتقاعسهم عن خدمته التي إنتخبهم ليكونوا أمناء عليها.

بينما رأينا في دولة مجاورة عندما فجر أحد ابناء البغايا(وهذا ليس إفتراءاً بل أثبته تحليل الDNA) نفسه في مسجد للشيعة ، كيف جاء رئيس البلاد بنفسة ودموعه جارية وهو يقول (هذوله عيالي) وهم ليسوا من مذهبه!

 في العراق الأمر يختلف ، فيكتفي المسؤولون بتشكيل لجان تحقيقية(تحققية) كما في الحوادث السابقة لتتبخر فيما بعد ولايعلمها الا الله سبحانه الذي اليه نشكوا بثنا وحزننا وعليه وحده المعَول في الشدة والرخاء ، ونسأله سبحانه ان يمن على  الضحايا بالرحمة والمغفرة وعلى ذويهم وإيانا بالصبر والسلوان إنه سميع مجيب.

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك