المقالات

اخر التطورات السياسية المتسارعة..!


علي الزبيدي ||

 

صحفي وباحث في الشان السياسي

 

1- قدم الاطار التنسيقي برنامجه الى العراقيين بشكل واضح وجلي وامام كل هذا اللغط والتظاهر والتظاهر المقابل وحسموا امرهم وعينوا مرشحهم لرئاسة الوزراء  السيد محمد شياع السوداني وهم مصرون على المضي قدما نحو بناء الدولة عبر تفكيك العقد واجماعهم وتماسكهم هو المشهد الواضح الى الان . وبهذا يكون الاطار قد قدم المشروع العملي بينما التيار لم يقدم حلا واضحا يمكن السعي للتفاوض حولة بل طرح جملة من المطالب تم رفضها من جميع القوى  هنا لابد ان نذكر ان اللجوء للشارع وبدلا من يكون اخر الحلول وضعه  الاول  وهذا خطا سياسي واستراتيجي في الحل لمن يريد دعم الموسسات الدستورية وبناء ألدولة واتباع الطرق القانونية  في الخلافات التي يمكن حلها داخل البيت الشيعي الواحد كما كان يحصل في الحكومات السابقة .

2- بعد ماراثون من الاجتماعات العديدة والمبادرات والتباحث المضني ان الاطار تمكنوا من اقناع نوعي للمجتمع الدولي ولو مرحليا بمشروعهم ومشروعيتهم بينما يتراجع التيار وتنحسرمقولته التي كان يعول عليها وهي ان الموقف الدولي معه ولطالما شكرهم في تغريداته سابقا .السيد محمد العراقي وقبله السيد مقتدى الصدر مرات عديدة

3- بمهنية وحنكة سياسية بارعة وتشاور مستمر لعدة اشهر تمكن الاطار التنسيقي ان يخلق قواسم مشتركة اولية بينه وبين باقي القوى( سنة وكرد) من خلال كتلهم وشخصياتهم دون استثناء والكل متفق على نقاط مهمة وهي المضي في تشكيل الحكومةالجديدة  والسير تحت مظلة الدستور وعدم حل البرلمان وايضا يوجد اجماع على عدم اعادة الانتخابات الا في حالة واحدة ان ينعقد المجلس وقبله يقدم الكرد مرشحهم للرئاسة ويتم تسمية رئيس الوزراء القادم بنفس الجلسة مما كان معمول به سابقًا ويتم التصويت على الحكومة الجديدة

والا ماهي  الجدوى من الانتخابات  ونحن للتو خارجين من انتخابات شابها الكثير من اللغط والاعتراض كما ان الظروف القائمة لاتساعد عليها الان  في الوقت الحالي والشعب ينتظر تشكيل حكومة بعد كل انتخابات وهذا مطلب حق .

4- الكتل السنية وبعد وقت قصير وباتفاق مع كتلتي الحزب الديموقراطي الكردستاني وسائرون تم حسم امرهم باختيار من يتولى منصب رئاسة البرلمان. والكرة في ملعب المكونين الاخرين. بسبب موقف التيار ولان المكون الكردي لم يستطع حسم منصب رئيس الجمهورية حتى الان المهم ان الاطار اكد لجمهوره انه لاتوجد لديه مشكلة انما المشكلة لدى الكرد والتيار بعرقلة اختيار رئيس الوزراء من الاطار بعد انسحاب نواب الصدر من المجلس وتغيير المعادلة لصالحه

5- هناك نسبةلايستهان بها من عامة الشعب من الذين لم يشاركوا في الانتخابات يبدو انهم ما زالوا بوضع غير مشجع فهم لم يقدموا شي وموقفهم التفرج وكانما الخلاف الشيعي ومصير العملية السياسية لا يعنيهم وان كانت الاستطلاعات تشير الى ان الاغلبية مع الاطار لكن هذه الاغلبية الصامتة غير مستعدة ان تتخذ موقف في بادئ الامر لا الى جانب التيار ولا الى جانب الاطار ولكن بعد فشل التيار باقناع ألشعب تراجعت هذه النسبة لصالح الاطار من خلال استطلاعات الراي التي قامت به عددٍ من المواقع المحايدة .

6- مجلس النواب الذي كلف موازنة ألدولة مليارات الدنانير وهومؤسسة تشريعية ورقابية على الاداء الحكومي الذي تشوبه عدد من الفضائح التي تناولها الاعلام الالكتروني وثبتت صحتها  مثل فضيحة شركة عشتار وما استقالة وزير المالية الا برهان على الصراع على ابواب الصرف الذي تغيب عنه الرقابة البرلمانية وتحول الى امين عام مجلس الوزراء وهذه سابقة خطيرة لم تحدث من قبل فهو معطل ومصادر ويشهد تمرد غير حضاري وفوضى بسبب اقتحامه من قبل انصار التيار  وجعله مسرح للابقار والجمال واللعب والتمرد والممارسات غير الصحيحة مما يضاعف النقمة العامة على التيار ويجعله يخسر الكثير من الراي العام وقطعا خسارته للمكون السني اكثر كون البرلمان موسسة تحت اشرافهم وهي مظهر وجودهم السياسي والدستوري عرفا وقد تاكد للراي العام السني ان الاطار اقرب الى التفاهم معهم وان ممارساته تنسجم مع الدستور وتحترم الوضع العام وحريصة على حقوق ومصالح المكون السني وغيره  وان توجيه العديد من الانتقادات للكتل السنية من قبل ناخبيهم في المدن التي يقطنون فيها .

7- حكومة الكاظمي لتصريف الاعمال محدودة الولاية وهي في طريقها الى الضعف لوجود اجماع اطاري على عدم التجديد لها بسبب عدد من التجاوزات على صلاحياتها كونها منتهية الصلاحية مع تصاعد الاحتجاجات في الشارع لرفضها و ظهور ملفات فساد واضحة في عهدها وخلافات حول شرعية الكثير من ممارساتها وتاتي استقالة وزير المالية كحلقة اخيرة لعزلها ولم يبق معها من القوى المويدة لها الا التيار الصدري لهذا دعى الكاظمي الى الحوار لانه يريد مغادرة التيار لعله يجد في الاطار والمكونات الاخرى غير التيار امكانية القبول به وهو بهذه الخطوة ابتعد نوعا ما عن التيار بالرغم من تغلغل التيار في مفاصل عديدة من مرافق ألدولة وهذه بحد ذاتها معضلة مستقبلية تواجه اي حكومة تتشكل من الاطار التنسيقي.

8- في الاونة الاخيرة وخروج التظاهرات الكبيرة ومن جميع المحافظات مثل البصرة والموصل وبغداد بشكل اكبر اثبتت ان الشارع لايملكه طرف واحد بل هناك تعادل وربما رجحان في كفة الاطار من ناحية الانضباط وحفظ النظام ووحدة الهتافات بالاشارة الى طاعة المرجعية الدينية في النجف الاشرف هنا لابد من القول ان لا يستطيع اي من الطرفين الادعاء بانه يمثل الشعب، ولا يحق له فرض ارادته على الاخرين. بعبارة اكثر وضوحا نقول ان التيار الصدري يمثل جمهوره، والاطار التنسيقي يمثل جمهوره ولا يستطيع اي منهما الادعاء بانه يمثل الشعب لوحده وهذا يسمى توازن القوى بين الكتلتين الاطار والتيار وهنا تكمن خطورة تصعيد التيار لخطابه مما يعني ان الاطار ليس بالكتلة السهلة التي يمكن اجتيازها امام هذا التاييد الشعبي لها.

9- جميع القوى التي تعمل على الساحة السياسية العراقية منذ سقوط الطاغيه المقبور باستثناء التيار الصدري تتجه الى تشكيل الحكومة، اما طرح مقترحات مثل الغاء الدستور او تعليقه، او اجراء انتخابات مبكرة، او ما شابه ذلك، فكلها افكار غير عملية وغير دستورية ولا تستطيع حل الازمة الحالية وبيان القوى الوطنية قد عبر عن هذه الحقيقة  بوضوح ومن المؤكد ان الحوار هو الحل الوحيد امام الكتلتين للوصول الى حكومة خدماتية تستجيب لمطالب الشعب الملحة للخدمات الاجتماعية والتوجه لبناء البلد ورفع مستوى المعيشة للفرد العراقي تمشيا مع ارتفاع اسعار النفط وتحقيق النمو الاقتصادي من جميع الجوانب .

10- من كل ما تقدم من الحديث عن التغيير في الوضع السياسي فعليه يجب تشكيل الحكومة  باسرع وقت وبعد ان يحسم الاكراد مرشحهم وبعد ان يتم عقد جلسة برلمانية اولى لكي تسمي الكتل الكردية رئاسة الجمهورية ويستحسن ان تبدا المفاوضات مع التيار الصدري ويعلن نتيجتها امام الاعلام لكي يخفف الاحتقان الذي يكتنف جمهور كل من الكتلتين  التيار والإطار وبعد ان تحسم المحكمة الاتحادية امرها امام التيار الصدري وان لم يتم ذلك

فلم يبق من حل الا الفوضي التي يقودها التيار الصدري وحده معزولا عن الجماهير وباقي القوى او السير الى تشكيل الحكومة مع الصدر او بدونه مهما كلف الثمن . والمرحلة المقبلة تحسمها اما (المفاوضات او المخاصمات) . لذا يضاعف الاطار حرصه على المفاوضات  التي من شانها ترطيب الاجواء قبل ان تصل الامور لاسمح الله الاحتراب  الداخلي الذي ان حصل سيضر الجميع

وقانا الله شر الفتنة

 ◦ 11-قد يتنازل التيار عن التظاهرات ويتجه الى الحوار او الاعتزال بعد ان فقد جمهوره وتقلص اعداد المتظاهرين الذين لم يبلغ عددهم (٣٠٠) من سرايا السلام ومعهم عدد من الشباب  حفظ الله العراق من شر الفتن  ومن كل مكروه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك