المقالات

العراق وأحجية العامل الخارجي


 

نعمه العبادي ||

 

- لعب العامل الخارجي بمختلف مسمياته احتلال/انتداب/ اشراف/مهتم/حليف/ معني، دورا مهما في أمن ما يسمى بالشرق الاوسط لجهة (إقلاقه وخرقه واحيانا لجهة ضبطه واستتبابه).

- صمم العامل الخارجي اوضاع الشرق الاوسط بطريقة من حيث نوع المشاكل التي خلقها في المنطقة واشكال الانظمة والحكومات التي ساعد عليها ودعمها بل ونصب بعضها، تتيح له التدخل الفعال والمؤثر.

- منذ ان تم زرع الكيان الصهيوني في المنطقة، اصبح امنه الثابت الوحيد في منظور العامل الخارجي مضافا الى اهمية الطاقة المتمثلة بالنفط، واما ما عداهما فهو محل تغيير مستمر وفق المصالح والاولويات.

- بالرغم من ان الدولة هي الطرف الاساس والوحيد في ادارة العلاقات الخارجية إلا انه عمد إلى ادخال قوى ما دون الدولة في شبكة علاقات المنطقة بطريقة خبيثة، قامت على اساس تفتيت الكيانات وتشجيع الانقسامات، والتعاطي مع الدول على اساس انها كيانات متعددة.

- مارس العامل الخارجي معظم ادواره في المنطقة بنظام العمل بالنيابة، وخلق اشكالا من الصراع والانقسام المحوري الذاتي، الذي يعمل تلقائيا له وبكلف ارخص ونتائج افضل.

- تضاعفت قضية العامل الخارجي في العراق لجهة تعدد مستويات التدخل وحجم الاطماع وطبيعة البلد وخصوصياته، فمضافا الى العامل المشترك في المنطقة، لعب معظم المحيط العربي والدولي ادوارا مختلفا من خلال التدخل المباشر في الشان العراقي وعلى اسس متغيرة تتلائم ومصالح تلك الجهات.

- تزايد دور هذه العوامل بشكل كبير جدا بعد عام 2003 وصار البلد ساحة متاحة لكل الاطراف لتحقق فيه وعلى ارضه مصالحها المختلفة دون النظر والاهتمام للمصالح العراقية.

- مثلت البيئة السياسية الرخوة، والحالة التي صار عليها البلد جراء مختلف اشكال الصراع، بيئة مؤاتية وسخية للتدخل الخارجي بل جاذبة له، وقد عملت معظم الاطراف السياسية على استجلاب هذا التدخل بحجج مختلفة وذرائع شتى، وكان الاستقواء بالخارجي او توظيفه للصراع مع الاضداد القضية الابرز في هذا الموضوع.

- شكل منهج تعامل العراقيين كأشخاص/ كيانات/ احزاب/ مكونات/اتجاهات، مع الخارجي نقطة الضعف الكبرى التي سهلت ويسرت له ان يتصرف بالامور، كما انها صغرت مصالح البلد وفتتها، وخفضت فاتورة التعامل مع الاخرين لدرجة لا يمكن ان تصدق.

- اعطى هذا النهج حجة للآخرين بالحديث عن عدم وجود سياسة خارجية واحدة للعراق، ولا موقف موحد من القضايا، ولا توجه واحد، وقد دعم هذا الامر سلوك القوى السياسية في اكثر من ملف وقضية.

- ان كثرة الاستنصار بالخارجي، وتركيز مقولة لا يمكن الخروج من الازمات إلا بفضل التدخل الخارجي، شجع وجرأ ذاك الخارجي بتوسيع دائرة تدخله الى اقصى حد، بل اصبح يفرض خياراته في كل ازمة بوصفه صاحب الحل الحصري.

- ينظر اكثر من طرف الى ان الازمة الحالية التي يمر بها البلد تقتضي (اكثر من غيرها) تدخلا خارجيا، وهي ما تتحرك له بعض الاطراف واقعا، وهو تصرف جاهل ونفعي وقاصر، فالازمة الحالية هي افضل الفرص للتخلص التدريجي من احجية دور العامل الخارجي مهما كانت نوع النتائج التي تفضي لها.

- من وجهة نظري.. مهما كان الانسداد السياسي والصراع الداخلي مقلقا، فإنه يبقى تحت السيطرة وممكن الحل إذا بقي في حدود الشأن الداخلي، وإن الشر كل الشر في اي خطوة لاستجلاب الدور الخارجي ولو تحت ذريعة تيسير الامور وتسهيلها.

- للجميع، لا تطلبوا من الناس ان توسع مداركها وتصفي نيتها بحيث تقول عنك وانت في داخل ملهى ليلي، بأن غايتك ان تصلي صلاة المغرب تداركا لوقتها، رحم الله أمرء  جب الغيبة عن نفسه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك