المقالات

هل يتمرد اردوغان على الغرب ؟!


حسام الحاج حسين ||   تركيا الحديثة او تركيا العلمانية الأتاتوركية التي تحضى برعاية الغرب منذ بداية الخمسينيات من القرن الماضي اقتصاديا وسياسيا وعسكريا حيث اصبحت قاعدة متقدمة للناتو ووضعت واشنطن قنابل نووية في عهدتها كقوة ردع ساحقة لمن يفكر في الأعتداء عليها . حاول الغرب طوال عقود ان يعمل على ( الأندماج المستحيل ) وهو تقبل تركيا العثمانية ذات الجذور الأسلامية في اوروبا المسيحية الكاثوليكية . لكن العقبات لم تكن قليلة الى ان ظهر اردوغان على واقع السياسة التركية كمعادلة اسلامية ذات توجهات قومية متطرفة قد تقوض اي تقارب بين تركيا والغرب وتعزز فرضيات الأندماج المستحيل . اردوغان شخصية اخوانية كارهه للغرب بقوة وكراهية اردوغان للغرب يفوق رعاية المصالح القومية والوطنية لتركيا بل يقفز عليها ايضا.  القلق الغربي بدء يتصاعد من سياسات اردوغان التي تنسلخ تدريجيا من العلمانية الليبرالية القريبة من الغرب وتلتقي مع روسيا وإيران وتنضم الى (نادي المعارضين )للغرب . وتحاول الدوائر الغربية الفصل بين تركيا كدولة مهمة وحيوية في الناتو وبين نظام حزب العدالة والتنمية . لذلك تشجع واشنطن الأكراد والمعارضة العلمانية وحتى المعارضة الأسلامية المتمثلة ب فتح الله غولن ضد اردوغان. بدء تمرد اردوغان على الغرب تدريجيا من خلال تعزيز الدولة العميقة والأنقلاب الناعم على العلمانية واعتقال كل الشخصيات السياسية القريبة من الغرب .  تشجيع الهجرة المنظمة لأوروبا وأسلمة المهاجرين من خلال المنظمات الأسلامية المتطرفة في اوروبا  المواجهة المباشرة ضد المصالح الغربية في سوريا وليبيا والقوقاز وشرق المتوسط وافريقيا ،،! توريد الصواريخ الأستراتيجية من روسيا والتي تتعارض مع منظومة الدفاع الخاصة بحلف الناتو . ابتزاز الغرب من خلال صناعة التطرف الأسلامي والتحكم بخيوطها من الخلف . التحالف مع إيران وروسيا بعيدا عن المخاوف الغربية واظهار القدرة التركية على الوساطة والمقايضة ،،! ان شخصية اردوغان الأستقطابية الشعبوية الأسلاموية جعلت منه فعلا متمردا على الغرب .  والتقديرات الغربية تصنف اردوغان بالرجل الخطير على الحضارة الغربية لكن يجب التعامل معه بحذر شديد ،،! اكثر من يوظف نظرية المؤامرة هو اردوغان حيث يبرر كل الفشل والأنهيار الأقتصادي وحروبه الخارجية بالمؤامرة التي تحاك ضد الأسلام وتركيا ،،! قالها الرجل بصراحة في دافوس من قلب اوروبا ونقلتها صحيفة الشرق الأوسط (( ان الديمقراطية هو عبارة عن محطة في سكة القطار التركي والمحطة الأخيرة هو الخلافة الأسلامية )) السياسة الواقعية تقول ان اردوغان وافكاره الأسلامية المتطرفة وكرهه للغرب والعلمانية الليبرالية يجعل منه اقرب الأعداء على الحضارة الغربية .  وزير الخارجية لكسمبورغ اختصر تطلعات اردوغان بالقول (( متى ينتهي البازار التركي وابتزاز اردوغان المستمر للغرب ،،؟؟ لايمكن ان نضع مصالح وأمن الناتو بيد رجل جامح يرقص على حافة الهاوية ،،؟؟))، وفي احدث تصريح له مهاجما الولايات المتحدة والغرب يقول اردوغان : ((الولايات المتحدة وقوات التحالف هي التي تغذي الإرهاب في سوريا في المقام الأول، لقد فعلوا ذلك وما زالوا يفعلون ذلك. لم يتعبوا من ذلك ، وفعلوا نفس ذلك في العراق. إذا كانت هناك اضطرابات في العراق اليوم ، فإن أميركا وراء ذلك ))،،! هل اصبح اردوغان متمردا بالفعل ،،؟؟

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك