زمن أحمد الخيكاني ||
بعد ظهر العاشر من عاشوراء، كان كل شيء قد انتهى بعد أن سحق الجيش الأموي معسكر الحسين عليه السلام تماما بطريقة وحشية إرهابية ، اذ قتل الرجال وقُطّعت رؤوسهم وأحرقت خيامهم ولم يبق من أهل البيت عليه السلام، إلا امرأة ثكلى وشاب مريض ومجموعة من الأيتام والنساء.
لقد ظن العدو وقتها، انه أحرز انتصارا نهائياً على نهج الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم.
غيرإن يزيد ونظامه وأتباعه، نسوا أن للكون رب، وللرب الخلق والأمر، وانه للظالمين بالمرصاد.
الحسين عليه السلام، وبعد ١٤٤٤عاماً لايزال منارا على طول التأريخ، وقبة بحجم السموات وسيفا بحجم انتقام الله من أعدائه، وقد أصبح منذ ذلك التاريخ، هو المنهاج والمشروع.
بقي المسلمون، منذ ١٤ قرنا، يحفظون دروس عاشوراء، ويديمونها، وفي كل عام تتوسع، وتزدهر، ويتجلى ذلك بوضوح في الوجوه التي تقف شاخصة على مر الأيام والسنين أمام محراب الامام الشهيد، عليه السلام.
هذه الجموع الزاحفة على مدى الأيام، تقف حائط صد، يرتد الأعداء عندها، كما تحولت الزيارات المليونية إلى
مناسبة مقدسة، تسخن فيها الدماء الطاهرة وتتحرك العواطف النبيلة في أرواح المخلصين المؤمنين، لينعكس هذا
في ابطال فتوى الجهاد الكفائي المباركة التي لباها أبناء الحشد المقدس، الذين تعلموا دروس الجهاد والتضحية من ثورة الحسين التي وضعت قاعدة الوفاء: من أراد عز بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فليخرج من ذل الخوف الى عز الفخر والنصر، وأن من يقاتل في سبيل الله سوف يصبح قوة لا تغيب عنها الشمس.
إن بطولات أبطال الحشد الشعبي، أوصلت رسالة الى البشرية جمعاء بان من يتحمل مسؤولية هو ذلك الذي يحملها طوال حياته لمواجهة الطاغوت.
نحتاج اليوم إلى بطولات ومواقف بمستوى موقف الشهيد الحر الرياحي الذي أنقلب على اهواء نفسه فأنتصر على إبليس وجنوده واسقط منطق ازلام الظالمين (الاوامر من فوق ) وفضح منطق (المأمور معذور).
ــــــ
https://telegram.me/buratha