مانع الزاملي ||
الذي يطلع على مجريات واقعة الطف الاليمة يتبادر الى ذهنه للوهلة الاولى ان الذين وقفوا بوجه النهضة الحسينية ليسوا من اهل لااله الا الله محمد رسول الله
او يتصور ان جيشا كافر من الروم او الصليبيون هم رواد هذا الزحف الظالم ضد سبط النبي !!!!
والحقيقة ان الذين جندوا لقتال الحسين هم من المسلمين والبعض منهم كانوا جنودا وقادة في جيش الامام علي عليه السلام
ومعلوماتهم عن الحسين لايشوبها اي غموض والدليل
عندما خاطبهم الامام عليه السلام بقوله (الست انا ابن بنت نبيكم )
اجابوه اللهم نعم !!!!
يعرفونه ويعلمون علم اليقين انه ابن فاطمة بنت نبيهم صلوات وسلامه عليه
وكان يعلم عليه السلام انهم مغرر بهم فبالغ في نصحهم واوصى كل من يبرز للقتال ان يبداء بالنصح والتذكير والتحذير لعلهم يهتدون
ووصفهم امة واحدة هم واصحابه بقوله سلام الله عليه( نحن امة واحدة مالم يقع بيننا السيف ،فاذا وقع بيننا السيف فنحن امة وانتم امه )!!!!! معنى ذلك ان من يسفك دم مسلم ليس من امة الاسلام !!!
وبطبيعة الحال ان الجيش الاموي اطلق عليه هذا الاسم لأنه يأتمر بأمر يزيد ابن معاوية عليهما لعائن الله
وحصل الذي حصل يوم العاشر ولم يستيقظ ضمير القوم لنداء الحق والقداسة الحسينية فشرعوا باطلاق السهام والنبال بأتجاه معسكر الحسين
مما دعاه عليه السلام ليقول كلمته الشهيرة ( استعدوا للموت الذي لابد منه فأن هذه السهام رسل القوم اليكم )
اي ان الامام استنفذ النصح وتوجه للدفاع
في هذه الليلة بظلامها وبصحراء قاحلة خرج القائد روحي فداه ليستطلع ساحة المعركة ووضع خطته العسكرية بأن يجعل القتال امام خيام النساء وان يرسل قوة من الخلف لحماية مؤخرة معسكره
واجتمع مع اصحابه واخوته وابناءه وابناء عمومته لكي يوجز لهم الموقف وليوضح لهم المصير ليكونوا على بينة من امرهم بقوله ( هذا الليل قدغشيكم فليمسكن احدكم بيد صاحبه وينصرف فأن القوم يطلبوني ) هذا هو الصدق والصراحة دون لف ودوران ولم يمنيهم بدنيا بل قال ( من كان موطن للقاء الله نفسه فأني راحل مصبحا ان شاء الله ) وقوله ( من صحبنا استشهد ومن تخلف عنا لم يبلغ الفتح ) واي فتح اعظم واكبر ان يكون المؤمن شهيدا بين يدي بن فاطمه !
واحتدم النزال وتاب من تاب كالحر ابن يزيد الرياحي ،،،وهناك من اعتزل القتال لكن التاريخ سكت عن ذكرهم ..!!!! فبان معدن الصادقين واستشهدوا في طريق الحق
اما الامة التي قاتلت الحسين عليه السلام ايقظ ضميرها فورة الدم الثوري المقاوم للطغيان فحصلت ثورات وثورات انتقمت من الظلمة واعوانهم !!!!
وعندما رجع الامام السجاد عليه السلام اجتمع حوله اهل الكوفة بعد خطبته التي عرف الناس بها بنفسه بخطبة التي استهلهابقوله( ايهاالناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني انا اعرفه بنفسي لآخر خطبته عندها عرض عليه الناس السمع والطاعة بقولهم ( نحن سامعون مطيعون حافظون لذمامك ، غير زاهدين فيك ولاراغبين عنك ،فأمرنا بأمرك فأنا حرب لحربك وسلم لسلمك ،لناخذن يزيد ونبرأ ممن ظلمك وظلمنا ) فقال عليه السلام ( هيهات هيهات ،حيل بينكم وبين شهوات انفسكم )الى ان قال عليه السلام ( ومسألتي ان لاتكونوا لا لنا ولاعلينا )
هكذا يكون موقف القائد المعصوم واي قائد رسالي عندما يتيقن من تقاعس الامة وانكسارها ،،يدعوهم للحياد (لالنا ولاعلينا ) كلمة كبيرة من كبير معصوم ونفهم منها انه يتوقع وهو الملهم ان يكونوا مع الاعداء مرة اخرى ضد معسكر الحق ولذا طلب منهم التنحي والحيادية وهذا الذي قد يتكرر عندماتفقد الامة بوصلة الحق فتتحول الى خنجر في قلب القائد الحقيقي لذلك الحذر من تدني الوعي فلربما اوقع الخسران والانتكاس لاسامح الله .