كوثر العزاوي ||
لَعمَّنا الضلال واكتنفنا اليأس، ولجفّت مآقينا من الدموع التي هي مطيّة الاحساس بالقرب والإفتقار إلى الغني المطلق، ولتخشّبت قلوبنا فتصبح خاوية تذْروها رياح الجفاف على مرافئ الحبّ الصافي، ولولا الحسين لذُبْنا في محيط الكفر فتهوي بنا الريح حيث مستنقع الآفات والرذيلة، ولولا الحسين لسقَطَت راية الحقّ وتعطّلت أحكام الشريعة، ولَنكَص الكثير على أعقابهم فأصبحوا نادمين، ولولا الحسين لما تبيّن الرشد من الغيّ ولما تميّز الظلم من العدل ولا الظالم من المظلوم ، ولَماتَ الأمل بالإصلاح والعدل الى يوم الدين، ولزاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ولظنَنّا بالله ظنّ السَّوء لدرجة الخسران المبين!! فالحمد لله على نعمة الحسين "عليه السلام" الذي طهّرنا من خسائس الأمور، وأخلى مَدارِكنا من الأغيار!!
لقد زرع فينا الحسين"عليه السلام" كل الفضائل العليا، وعلّمنا معاني الحرية وكيف نكون أحرارًا برفض العبودية لغير الله الواحد الأحد، وأحيا فينا الأمل وروح الثورة والشجاعة والإيثار، والثبات في وجه الطغاة والمستكبرين، كما رسّخ في نفوسنا عشق الله، والإستماتة في سبيله وكيفية اختصار الطريق للقائه "سبحانه وتعالى" من خلال الدفاع عن المبادئ والقيم بسلاح الإخلاص والصدق والإباء! وبذلك نكون قد ارتقينا مدارج الوصلة والوصول، وبلاشك،{ مَن وجد الحسين فلاخوف عليه وسيجد كل نجيع المكارم والمجد!
وكما قال الإمام الخميني:
{إن كل ما عندنا هو من مجالس أبي عبد الله الحسين، وكل مالدينا من عاشوراء}
فمَن وجد الحسين ونوره ماثلًا في إحياء ذكراه ، فلْيثِق أنه سيَجد
نور وجهِ مَهْدينا الحبيب، ومانورهِ "عجل الله فرجه" الّا من نور وجه الحسين"عليه السلام"ومَن لثارات الحسين غير المهدي القائم من آل محمد "عليهم السلام"
ثبتنا الله وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، كما نسأله ثبات القلوب والأقدام على نصرته بالقول والفعل مع القائم من آل محمد "عليهم السلام" قبل وبعد ظهوره المقدس.
٩-محرم ١٤٤٤هج
٨-٨-٢٠٢٢م
https://telegram.me/buratha