نور الجبوري ||
وان ضاقت بك الدنيا ... توجه نحو كربلاء ونادي يا ابا الفضل .
بالصدفة وفي ليلة السابع من محرم ليلة العباس ع وانا بجنة الله في ارضه بين الحرمين واذا بسيدة تقف بجانبي وهي من الجمهورية الاسلامية وتبين فيما بعد انها من الذين تم تسفيرهم ابان النظام البائد , وبينما كنت انظر الى ضريح سيدي ومولاي قمر بني هاشم ع واناشده وادعوه واذا بها ومن دون مقدمات تروي لي احدى معاجز وفضائل العباس ع وامه السيدة ام البنين ع .
تقول هذه السيدة انه في سبعينيات القرن الماضي كانوا يعيشون في كربلاء المقدسة , وكان عندها اخ صغير لم يتجاوز عمره الثلاث اعوام, ومن شدة جمال عيناه لم يره احد الا وبهت امام جمال عيناه وصفائهما .
وفي احدى الأيام استيقظ هذا الطفل واذا بوسادته أصبحت حمراء من كثرة الدم الذي نازل من عينيه عليها , فأخذوه الى الطبيب الذي كان قادما من بغداد وهو من اشهر أطباء العيون في العراق آنذاك .
قال للام وبصريح العبارة عينا ابنك بالضبط كطماطم تعفنت , لن يبصر النور فيها مجددا فانهارت الام عند سماعها ذلك الخبر الذي وقع كالصاعقة على رأسها , وبلا حيلة حيث انه من امهر الأطباء أي لا تحتاج لزيارة طبيب اخر ليشخص حالة ابنها .
وقبل ان تخرج من العيادة ناداها الطبيب وقال لها " يا سيدة انتِ من كربلاء لا تحتاجين الى طبيب فقط اذهبي متحفية الى العباس ع واطلبي بصر طفلك منه " . وفعلا خرجت هذه المرأة من العيادة وتوجهت الى سيدي أبا الفضل ع وطلبت مرادها منه وعادت الى بيتها .
وفي صباح اليوم التالي استيقظ الطفل واذا به ينادي امه ويقول لها امسحي عيني من الطين , فقالت له والدته من اين جاءك الطين , قال لها جاءتني سيدة ترتدي عباءة سوداء وفي يدها طين قد مسحت على احدى عيناي , وحينما فتح الطفل عيناه فاذا به يبصر في عين واحدة تلك العين التي وضعت عليها السيدة الطين .
ومن هلع الام لم تتمالك نفسها فقد ذهبت في اليوم التالي الى الطبيب الذي اخبرها بان ابنها لن يبصر النور مرة أخرى , وحينما كشف الطبيب عن عيون الطفل وجد احدى عيناه قد شفيت تماما في حين لم يمر على اول تشخيص سوى عدة أيام , فسال الطبيب هذه الام ماذا حصل روّت له رؤيا ابنها فأجابها ماذا نذرتي للعباس ع حتى جاءت والدته لتعطيكِ مرادكِ !
واردفت تلك السيدة الإيرانية التي روت لي هذه الحكاية ان شقيقها اليوم يبلغ من العمر 50 عاما وللان عينه التي مسحتها ام البنين ع بقيت على جمالها السابق .
ان ما رويته للقارئ هو حقيقة فضل العباس ع قمر العشيرة وحامل لواء الحسين ع وكفيل زينب ع في كربلاء , هذا الفارس المغوار والحامي عن اخيه لم يتردد في نصرة قائده الحسين ع والاستجابة له , فكيف يمكن ان يتاخر في تلبية حاجاتنا .
https://telegram.me/buratha