حليمة الساعدي ||
هل نحن مقبلون على استنساخ تجربة يمنية في العراق. حيث الدفاع عن الشرعية مع لحاظ ان المسالة هنا معكوسة فالاطار هو من يريد ان يدافع عن الشرعية التي يحاول التيار كسرها واجهاضها بحسب المعطيات التي تجري، اذ ان الصدريون بدخولهم قبة البرلمان يحاولون القيام بانقلاب على الشرعية والدستور وانتهاك حرمة الدولة بأغتصاب مؤسساتها الحيوية وتعطيل عمل البرلمان والاستمرار بحكومة تصريف اعمال منتهية الولاية وعدم فسح المجال امام الاستحقاقات الانتخابية التي كفلها الدستور لتشكيل حكومة هي نتاج انتخاب شعبي واستحقاق دستوري للكتلة الاكبر في البرلمان خصوصاً وان اختيار شخصية نزيهة ومتفق عليها مثل محمد شياع السوداني قد تم الاعلان عنها وكان التصويت عليه على بعد يوم واحد بعد الاعلان.
بيد ان التياريين المنسحبين من العملية السياسية بارادتهم البحته رفضوا مرشح الاطار وفاجئوا الجميع بتحريك الشارع الصدري وانقلبوا على الدستور واقتحموا مبنى البرلمان في خطوة لتعطيل تشكيل الحكومة والابقاء على حكومة غير شرعية لم تأتي بانتخابات شعبية دستورية اضافة لكونها مرفوضة من قبل الجميع لاخفاقاتها الكبيرة علاوة على انها حكومة منتهية الصلاحية وحتى انها غير قادرة على تصريف الاعمال بل هي لتعطيل الاعمال وبشكل مقصود.
و نجد ان الحال في اليمن يشبه الى حدٍ كبير ما نحن عليه الان من ظروف سياسية، غير ان الحوثيين يحاربون من اجل تصحيح مسار الشرعية التي تم سرقتها منهم وهم الشريحة الاكبر عددا وتم سرقة اصواتهم وحقوقهم الدستورية والالتفاف عليهم ومنح رئاسة الحكومة الى عبد ربه منصور هادي وهو نائب الرئيس " علي عبد الله صالح " المخلوع من قبل الجماهير بعد صراعات و انتفاضات شعبية عارمة ضده تزامنت مع ما يسمى "بالربيع العربي" عام 2011، اجبرت صالح على الاستقالة وكان من المفروض ان تتم انتخابات شعبية لاختيار رئيس جمهورية لكن هادي المدعوم من قبل السعودية الطامعة بخيرات اليمن اختطف الحكم واعلن نفسه رئيسا لليمن عام 2012 كمرشحٍ وحيد أجمع عليه حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب تكتل اللقاء المشترك، وكان هادي يجري عملية لهيكلة الجيش اليمني والأمن بإقالة العشرات من القادة العسكريين الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح وعلي محسن الأحمر وإعادة تتنظيم وتوزيع الوحدات العسكرية والأمنية بينما كانت مهمته تصريف الاعمال لحين الانتقال الى مرحلة الانتخابات الشرعية واختيار رئيس منتخب من قبل الشعب. تماما كما هو الحال بالنسبة للكاظمي الذي تم اختاره لمرحلة انتقالية وتم تحديد مهمته بثلاث نقاط الاولى اجراء انتخابات مبكرة والثانية كشف الطرف الثالث الذي استهدف المتظاهرين والثالث اقرار الموازنة وتصريف الاعمال لحين اجراء الانتخابات..
وكان اسلوب هادي اشبه بالقرصنة في الاستيلاء على حكم اليمن وهذا ما ولد صراعاً لازال قائما مابين الحوثيين الذين يعتبرون انفسهم الغالبية العظمى من السكان وبين هادي ومَن ورائه.
وتوسعت ساحت الصراع الداخلي لتصبح حربا اقليمية مابين اليمن والسعودية ومن تحالف معها من دول عربية واجنبية و تم تشكيل " درع الجزيرة "وهو درعا عدائيا ضد الحوثيين "الشيعة " بحجة الدفاع عن الشرعية.
و الامر في العراق يتشابه الى حد ما مع القضية الجيوساسية اليمنية فالكاظمي المتشبث بالسلطة والجهات الداعمة له هم ايضا مدعومين منقبل السعودية ودول عربية واجنبية طامعة بخيرات العراق وقد وجدوا في شخصيته ضالتهم التي تحقق لهم اطماعهم بثرواته وخيراته والابقاء عليه ضعيفا ومنهار وقد فوت الكاظمي على العراق فرص استثمارية كبيرة بأمكانها انقاذ اقتصاده المنهار وتوفير فرص عمل لابنائه العاطلين عن العمل وبدلا من ذلك اخذ يربط اقتصاده باتفاقيات سيئة الصيت لا جدوى منها بل على العكس ستجعله اسيرا لدول طفيلية تعتاش على ثرواته وتترك اهله جياع . وهو مايفعله عبد ربه المنبطح تمام الانبطاح للسعوديين ودرعهم الذي جلّه مرتزقة اسيويين وافارقة وهنود
وقد سمح لهم بضرب ابناء شعبه وتجويعهم ومحاصرتهم في شعب الجبال.
ان جل ما اخشاه هو ان يتطور الامر بتصعيد هذه الازمة "الشيعية الشيعية " لدرجة تدويلها وفسح المجال امام دول عربية اجنبية منقبيل السعودية وامريكا وبريطانيا واسرائيل للتدخل وفرض حكومة طوارئ تمتد لسنوات لايعلمها الا الله ومما لا شك فيه ان حكومة الكاظمي ستبقى بعنوان حكومة طوارئ. خصوصا وانه مدعوم من قبل السعودية و امريكا وبريطانيا المحاصرتين نفطيا واقتصاديا من قبل روسيا وتحاولان الخروج ازمة
الوقود والطاقة بأي شكل من الاشكال قبل حلول فصل الشتاء ولن تفوت على نفسها هذه الفرصة بجعل العراق بقرة لحلب نفطه وثرواته والسيطرة على مقدراته.
لكن تبقى لدينا ورقة واحدة فقط وهي ايران. فقد صرحت قبل يومين ان اي تدخل اجنبي بالشأن العراقي بحجة حل الازمة الداخلية سيجعلنا نتدخل ضده وبشدة
وهذا يعني اننا مقبلون على صراع اقليمي داخل العراق.
وهنا اوجه سؤال للسيد الصدر هل يرضيك ان يصبح العراق ساحة للصراعات الاقليمة والاجنبية الطامعة بخيراته وهل يرضيك ان يصبحوا ابنائه من جميع الطوائف والاعراق حطبا لهذا الصراع وانت سليل عائلة مجاهدة اعطت شهداء من اجله ومن اجل ازاحة الظلم والجور عن اهله فسجلهم اتاريخ بانهم الشهداء الابرار وابوك صاحب المقولة الشهيرة كلا كلا امريكا كلا كلا اسرائيل كلا كلا ياشيطان.
حما الله العراق من شر فتنة لا تبقي ولا تذر