عباس زينل||
ما هكذا تورد الإبل يا سياسيي الشيعة، لم أقول سياسيي السنة والكورد؛ كونهم لا ينظرون إلى العراق أبعد من مصالحهم الشخصية، فماذا يعني لك سكوت رئيس البرلمان عن استباحة البرلمان، ماذا يعني لك لحد الآن لم يخرج مسؤول سني او كوردي؛ يطالب بإخلاء مجلس النواب لكونه يمثل الشعب كله، إذن دعونا نترك شأن سياسيي السنة والأكراد ونسأل الشيعي .
ماذا تقول لنفسك وأنت تشاهد الدولة التي ضحينا من أجلها بالغالي والنفيس تهان، هذه الدولة التي قدمنا آلاف الشهداء من أجل تقويتها وتثبيتها، سهرنا ليالي كثيرة من أجل دفع الخطر عنها، هذه الدولة التي لم نذق طعم قيادتها إلا بعد تحريرها، الدولة التي لم نشعر بالانتماء إليها إلا بعد الخروج عن ذل وهوان البعثية، هل من العقل والحكمة ان تنقلون صراعكم السياسي لداخل أروقة البرلمان بهذه الصورة، هذه الأمور لا تبشر بخير ولا عن رؤية بناء دولة قوية، ولا تعكس صورة عن الإصلاح بل على العكس تمامًا، قد عكست صورة غير حضارية عن الشيعة وسيطرتهم في الحكم. لو أردنا بناء دولة قوية ذات أسس رصينة؛ يجب ان نحترم قرارات الآخرين، وأن لا نصادر اختياراتهم وافكارهم وانتماءهم، من قال الكل يريد التغيير بهذه الصورة، من قال الابتعاد عن الدستور والاطر القانونية هو الحل، ذهبت إلى البرلمان فضولًا مني لكي أرى ماذا يحدث هناك، أردت رفع قدمي وعبور باب البرلمان لم أستطع، خلال لحظات من الزمن فكرت أين واقف انا، نعم قد يكون البرلمانيين حولوا مجلس النواب لباحة خلافات وتناحر سياسي؛ وقد يكون لم يمثلوا الشعب خير تمثيل، ولكن بالتالي يبقى هذا المكان رمزًا للتنوع السياسي العراقي، لو كنا كشعب نجيد أداء الديمقراطية؛ لكان هذا المكان من أقدس الأماكن. لم أعبر باب البرلمان كون هذا المكان ملك الجميع، من يقول بأن الايزيدي سمح لي بدخوله، والمسيحي والصابئي والتركماني والسني، وحتى الشيعي الذي لا ينتمي لأفكاري هل قابل بذلك، التعامل مع هذا المكان ومع بقية الاماكن التي تمثل الشعب، يحتاج فهم عالي لمفهوم الديمقراطية الصحيحة.
https://telegram.me/buratha