المقالات

مدارج الذنوب..

1487 2022-07-31

مازن الولائي ||   كان طالبا شاعريا وذي روح طرية، بعض حالته يستمع القرآن عبر القراء المصريين ويطرب لنغمة صوتهم ويعيش أجواء خاصة، له محاولات همسية جوانحية تعبر وقتها عن رقيق فؤاده يوم كان يحسن السير في طريق التقوى والورع ولو بنسبة، حتى صار يتراخى في الحذر على نفسه، وفي مصيدة عالم التواصل الاجتماعي أخذ يتعرف على النساء ويهدم معهن بعض حدود الشريعة، تارة بفكاهة وأخرى بظاهر عشق يبني عليه المقبل أمنيات، وينسج عليه أحلام، لكنها عبر جغرافيا يعرف طرفها الرجل أنها لا تتحقق وما نمضيه من وقت ولو كان بعضه حلال! إلا أنه يقدم للنفس نفس من راحة موهومة، ولكن للقلب بعدا لما توقعه نفسه في محذور تلو محذور! حتى غدى "شاعرنا" ومن يرّق قلبه عذب صوت القرآن إلى محرض على قتل المؤمنين والنيل منهم وتشويههم ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) النور ١٩ . ولم يكن القرآن غافلا يوم قال: "في الذين آمنوا" أي من يشهد رب العزة والكرامة بايمانهم..  حتى أصبح - صديقنا - صرح ممرد تسير على نهج نشره وتعليقه أمة تهتدي إلى العنف والرغبة في سفك الدماء المحرمة والنيل ممن مجرد يختلفون معه في الرؤية مع عدم اليقين بأن منهجه اصلا على الحق إلا دعوى طالما ترددها نفوسنا الغير خاضعة الى قانون السماء ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) النساء ٦٥ . ليصبح بفضل تراكم الذنوب وعدم الوقوف للمراجعة، والمحاسبة، وتنقية، وتنقيح، الطريق أصبح قاتل في فقه الرواية 《 روي عن أبي جعفر عليه السلام يقول: يحشر العبد يوم القيامة وماندا دما، فيدفع إليه شبه المحجمة أو فوق ذلك فيقال له: هذا سهمك من دم فلان، فيقول: يا رب إنك لتعلم أنك قبضتني وما سفكت دما، فيقول: بلى، سمعت من فلان رواية كذا وكذا فرويتها عليه فنقلت حتى صارت إلى فلان الجبار فقتله عليها، وهذا سهمك من دمه 》!  إذا للذنوب كمال قد يشبه كمال الإنسان ولكن في التسافل حين لا يلتزم بمنهج التقوى شديد الدقة وعظيم الخطر حين لا نلتفت إليه!  روي عن النبي صلى صلى الله عليه و آله 《 من آذى مؤمناً فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فهو ملعون في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان 》 . وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام 《 من روى على أخيه المؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروءته وقفه الله تعالى في طينة خبال في الدرك الأسفل من النار 》 .    "البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين  يُسَدَّد على دولة الفقيه" مقال آخر دمتم بنصر .. 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك