علي العقابي ||
كل من يكون او يرغب بالقرب من الحرارة سيلسع بها
فالصفيح لن يقيه ، حتى لو كان كذلك ، لمدة قصيرة فقط
العملية السياسية اليوم على صفيح ساخن ، يتأذى كل من أراد الاقتراب منها ، هكذا رأت بعض الاوساط السياسية ، لاسيما الكردية و السنية التي ادعت انها محايدة و تدعو للحوار داخل البيت الشيعي ، فالحوار و الوصول لهدف او نقطة ما قد تكون مرضية للجميع خير من أن تسفك دماء ، وخير من أن يدعوك للحوار من هو اقل منك دهائاً و حكمة و حرصاً عليك ، ماذا بعد دخول الخضراء ، هل هنالك مطالب ، ام هي بداية الخطوات ، يستخدم مقتدى الصدر و منذ مدة تكتيك أوراق الضغط ، التي حللناها في مقال سابق النشر ، حيث يقوم بأستخدام أوراق ضغط واحداً تلو الأخرى ليقابل فيها بعض الاوساط السياسية التي يجب أن تكون قريبةً عليه ، مقتدى الصدر اليوم يصب غضبه على سياسيو البيت الشيعي بكل شدة ، هل هذا يعني ان لا يوجد فساد داخل الكتل و الاحزاب و المكونات الأخرى ، هذا لم يصرح به بشكل رسمي ، لكن سياسيو الإطار التنسيقي يتلقون اليوم هجمة شرسة من مقتدى الصدر و اتباع التيار الصدري ، في مظاهرات اشبه إلى أن تكون ليست منظمة و غير قانونية و تتعدى على الدستور و سيادة الدولة ، بل هي تستهدف بعض الأطراف داخل الإطار لا أكثر ، وهذا تسييس و تدليس لقدسية اي مظاهرة ستقوم بهذا الصدد ، ان ما قام به السيد الصدر يعتبر رد فعل لما قام به الإطار التنسيقي ، و هو انني سأستخدم الجمهور المعطل ، كما تم استخدام الثلث المعطل ضدي ، و منع تشكيل الحكومة الان و في هكذا ظروف ، و رفض اي مرشح للرئاسة هو تدخل سافر من كتلة ابعدت نفسها عن السياسة اولاً ، و محاولة إعطاء شرعية لحكومة الكاظمي بأطالة عمرها ، الكاظمي الذي يعتبر حليفاً للسيد الصدر ، و سمح بدخول المتظاهرين إلى المنطقة الخضراء بكل شفافية و تدليس و سرقة أملاك قبة البرلمان العراقي و بعض الدوائر المصاحبة ، حلم الكاظمي بالولاية لازال قائم ودعم الصدر له يتضح اكثر كل يوم ، لكنه مستحيل وحلم لا أكثر ، سيناريو دخول الخضراء و الجلوس فيها قد يستمر لأيام وينتهي بالخروج طوعاً ، لكن السيد الصدر لن يترك استخدام أوراق الضغط على الإطار او مهاجمته ، و ستستمر المفاجآت الصدرية للشارع و الساسة ، إلى أن يتحقق الحلم الذي بات بعيداً ، و لا مشكلة في إشعال النار دامها ليست بقرب منزلي ..