المقالات

عملية سياسية بنكهة شعبية


  د. قاسم بلشان التميمي ||   لا يتوقف مطلب الحرية عند الانسان، بل هو مطلب كل كائن حي، نبات كان ام حيوان،  ومنذ  فجر الوجود بدأ الصراع مابين الحرية والعبودية، ومازال وسوف يبقى؛ لان الحرية تمثل وجود وكرامة وحياة . والحرية شعار ( نظري) يرفع ، ما يلبث ان يطبق على( ارض الواقع)، ولكن تطبيقه ليس بتلك السهولة التي نتصورها؛ بل يحتاج التطبيق الى ارادة حقيقية وثقة بالنفس. بعد عام ٢٠٠٣ تنفس أبناء العراق الصعداء، بعد تخلصهم مم الدكتاتورية ( الأحادية) ذات القطب الواحد ؛ليرى أبناء العراق أنفسهم تحت دكتاتورية( متعددة الأقطاب)،  وبدأ أبناء العراق العمل والنضال للتخلص من متعددة الأقطاب ، ليكون الأول من تشرين عام ٢٠١٩ موعدا للانطلاق وتظاهرات واسعة ضد المنظومة الحاكمة،  لكن الشيء الملفت ان هذه التظاهرات سارت في طريق  مخالف جدا للهدف المعلن الا وهو الحرية وتحسين الوضع الاقتصادي، وتم تبادل الاتهامات بين المتظاهرين انفسهم، فهناك من يقول ان الأحزاب ركبت الموجة واخر يقول ان الموساد وراء هذه التظاهرات، وقسم اخر يتهم دول او شخصيات بعينها، والنتيجة تم اخماد هذه التظاهرات. تظاهرات او احتجاجات تموز ٢٠٢٢ ، خصوصا يوم ٣٠ تموز شهدنا كيف ان الجموع دخلت المنطقة الخضراء، ولم نر دور يذكر للقوات الأمنية، كالدور الذي قامت به في تظاهرات ٢٠١٩ حيث استخدام الذخيرة الحية وانتشار القناصين، هذه الأمور كانت بعيدة كل البعد عن تظاهرات واحتجاجات ٣٠ تموز ، والأمر كان واضحا عبارة عن مسرحية ،انتشار للقوات الأمنية والتركيز  على طوابير سيارات الإسعاف لإرسال صورة الى المتلقي بأن هناك (ضحايا) ، ثم تفتح أبواب الخضراء ، ومن ثم مباركة السيد رئيس مجلس النواب وقبل ذلك مباركة( المبخوت) رئيس الحكومة،  والأمر واضح جدا عبارة عن مسرحية سياسية، طوعت وسخرت الفقراء والمحرومين لتنفيذ أجندة سياسية باسم  الشعب وباسم الفقراء. هذه المسرحية لها اهداف آنية وأهداف مستقبلية  الأهداف الانية تمديد ( صلاحية) الحكومة الحالية واطالة عمرها وأهدافها المستقبلية استهداف الانسان العراقي الأصيل وجعله هامش ذكرى،  وجعل العراق تحت مطرقة أفكار هدامة ومنظومة غريبة عن قيمنا. وحقيقة الامر ان معظم الأحزاب والكتل السياسية تتحمل المسؤولية كاملة لما وصل إليه العراق من واقع يسر العدو ويحزن الصديق.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك