المقالات

الصداقة في العلاقات الدولية


عبد الرحمن المالكي||

 

لعل احد اهم الأمور التي تطرح في مدار البحث والتفكير في عالمنا المعاصر، هي المسائل المنطقية المتعلقة بطبيعة العلاقة بين السياسة والصداقة.

الصداقة في مفهومها العام، هي علاقة اجتماعية وانسانية تربط شخصين او اكثر، على اساس من الثقة والتعاون بينهما ،أو بين أفراد مجموعة الأصدقاء, اما السياسة، يمكن وصفها بالفعل النفعي، وهي بذلك تختلف عن معنى الصداقة ، بمعناها اليوتيوبي، البعيد عن المؤمرات، ولربما المكائد، أو أفعال الساسة، ونسمع بعض المصطلحات في عالم السياسة مثل( نيران صديقة)و( دول صديقة)و ( منظمات صديقة)، وغيرها من المصطلحات. 

ان فكرة الصداقة، هي فكرة قديمة، بقدم وجود الإنسان، وقد حظيت باهتمام الفلاسفة والمفكرين والمثقفين، ومنهم نجد الصداقة لدى( افلاطون)، بأنها علاقة محبة بين الأنا والاخر، وهي متبادلة، فيما عدها( ارسطو)، من الأمور الإنسانية المهمة لتحقيق حياة تحفها الأفراح والسرور.

وهناك انواع عديدة من الصداقة، ولكل اساس، مثل المنفعة، المتعة، أو الفضيلة، والعلم هو الفضيلة بحد ذاتها، ولنا ان نتصور كلام للأمام علي ( عليه السلام)، حيث يقول: الناس موتى وأهل العلم أحياء.

اما السياسة، أبرز تعريفاتها، العلاقة بين الحكام والمحكومين، أو أنها سلطة الدولة التي تمارسها، ولربما أدخلت تعريفات، مثل السياسة فن الممكن، أو فن إدارة الازمات، وغالبا ما نرتبط، بشكل مباشر أو غير مباشر، في المجتمعات الانسانية، بظاهرة السلطة. 

وفي واقع الامر، يرتبط كل من العمل السياسي، التنظيمي، والايدلوجيا، بمفهوم السياسة، وما يتبادر  إلى الذهن عند سماع كلمة سياسة، الاحزاب، السلطة، جماعات الضغط والمصالح، وغيرها، وفي المجمل العام، السياسة مرتبطة بالسلطة وتداولها، ولربما الإمساك بها.

اما في مجال العلاقات الدولية، قد نسمع بمفهوم الصداقة السياسية، بين أشخاص القانون الدولي( الدول)، وهي شخصيات معنوية، وفي هذا الإطار لا يمكن الإبتعاد كثيرا، عن طبيعة العلاقات الدولية بين الدول، بمعنى اخر ،ان الدول تنطلق في علاقاتها، طبقا للمصالح والامن القومي، وبالتالي كل دولة تسعى لتحقيق، اكبر قدر من المنفعة، وقد تستخدم أساليب مختلفة ،لتنفيذ مصالحها ورسم سياستها الخارجية، ومن الأمثلة الحاضرة والقريبة، استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحرب النيابة ،التوريط، في صراعات لدول متجاورة، بهدف اضعافها، والانفراد بالقرار الدولي، بالتالي توظيف عوامل الصراع لصالحها، واضعافها وتراجعها على الساحة الدولية.

نقول كان الله في عونك ياعراق، على صانع القرار السياسي، ان يوازن بين حالتي التدافع والتراجع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك