المقالات

الإصلاح الحسين هو الإصلاح الحقيقي..!


علي حسين الاشرفي||  

لا يختلف إثنان، على إن ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) هي إصلاحية خالصة، فهو الذي قال: «إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين». فالإمام الحسين ( عليه السلام ) لم يكن طالبًا لسلطة، أو خرج لأجل أمور دنيوية، وردّ الشبهات قبل إنطلاقها، فقد أخذ معه الأطفال والعيال، لأجل الإصلاح، لأن من يريد السلطة أو المال، كان أولى به أن يؤمن على عياله في أحد الملحقيات الدبلوماسية، وأن يؤمن نفسه بأحد القصور المكيفة،  إنما كان يجزيه أن يبعث لهم حبيب بن مظاهر الأسدي ( رضي الله عنه ) ليصلي بالحشود، ولو كان فعلًا طالبًا للسلطة، لما أرسل مسلم بن عقيل ( عليه السلام ) سفيرًا إلى الكوفة، وإنما كان يجب عليه أن يرسله سفيرًا  إلى أحد الدول المستقرة، ليؤمن له حياة برفاهة، وليفتح له علاقات دبلوماسية مع الثالوث المشؤوم.  بين فترة وأخرى، يخرج لنا أحد أشباه يزيد، ويدعي الوصل بالحسين ( عليه السلام )، فنشاهد مظهره، وجيشه، وسلوكه، وأتباعه، كأنهم أتباع يزيد، ثم نتفاجئ بقولهم إنهم أتباع الحسين ( عليه السلام )   هؤلاء يريدون أن يحرزوا الإثنين معًا، مائدة معاوية أولًا، فهي الأدسم، والصلاة خلف علي ( عليه السلام ) فهي الأتم، وهذا أشبه بالمحال! لأنك إن جلست على مائدة معاوية، وصليت خلف علي ( عليه السلام ) فقد تحولت إلى منافق! والنفاق من شيم الجبناء. لذلك على كل إنسان أن يحدد خطه، وطريقه، ليعرف مصيره، فأما أن يكون يزيدي الهوى، طالبًا للسلطة، جالسًا على مائدة معاوية، فهذا خصم الإمام الحسين ( عليه السلام ) ولا شأن لنا به حتى لو خرج بألف ناقة مظللة، إلا أن يخرج لنا صاحب الطلعة البهية ( عج ) ويأمرنا بالقتال، وأما أن يكون حسيني الهوى، يصلي خلف علي ( عليه السلام ) ويأكل معه خبز الشعير والملح، وينتظر فرج الله. لكن يجب الإنتباه، إلى إن من يختار طريق الحسين ( عليه السلام ) ويريد أن يقوم بثورة، عليه أن يقدم نفسه أولًا، عياله ثانيًا، وأن لا يوجه المساكين من خلف الشاشات، بذلك يكون قائدًا شجاعًا، ومصلحًا حقيقيًا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك