حليمة الساعدي ||
في معركة الحياة يوجد نوعان من الرجال المحاربين،
الاول فارس نبيل يترجل من على حصانه امام المواقف النبيلة وينحني لها بدافع النبل والعفو عند المقدرة. ونوع اخر يدعي النبل لكن تفضحه المواقف التي تتطلب النبل والايثار لأنه يضعف امام شهواته وملذاته واطماعه الشخصية ولا وجود لمفردة الايثار في حياته.
اليوم نحن نعيش في عالم مليئ بالنوع الثاني من المحاربين، فالكل يرتدي لآمة حربه لكنه يقاتل من اجل مصالح شخصية ضيقة ويجيش الجيوش لفتوحاته وتحقيق مطامعه في الوصول الى السلطة والتسيد من اجل استعباد البشر واهانتهم. وهذا النوع تخريبي، نوع يهدد الحضارة والنماء وقد ذكر لنا التاريخ شواهد كثيرة لمثل هكذا محاربين امثال هولاكو وجنكيس خان اذ ان التاريخ لم يذكرهما الا كما يذكر الارهاب والتخريب ومحاربة العلم وهدم الحضارات.
وبالنسبة لعالمنا الاسلامي فلن يبارح العقل والقلب قط فروسية ونبل قمر بني هاشم ذلك الفارس الذي طأطأت لسيفه هامات الابطال وفحول الرجال لكنه عندما دنا من نهر العلقمي ليملئ القربه لامست كفيه الشريفتين الماء العذب الزلال فهيجت في قلبه المفطّر واحشائه الملتهبة عطشاً الرغبة العارمه لشرب بعض الجرعات الباردات فاغترف غَرفة من فرات وقربها نحو فمه الشريف فتذكر عطش الحسين ورمى الماء من يده وانشد،
(يانفس من بعد الحسين هوني
وبعده لا كنت او تكوني
هذا الحسين وارد المنوني
وتشربين بارد المعيني)
هذه هي الفروسية الحقة الخالية من الرياء لان ابا الفضل العباس عليه السلام كان على المشرعة وحده ولم يراقب فعله الا الله وكان بأمكانه ان يشرب ولا يخبر احدا بذلك كما ان الله لا يحاسبه على هذا الفعل ولكنها الفروسية والنبل وصدق الايمان بعظمة اخيه الحسين عليه السلام جعل منه خالدا في اذهان الرجال.
ما احوجنا اليوم الى هذا الفارس النبيل يترجل عن حصان الاطماع والشهوات ويحارب من اجل شعبه واهله وناسه.
نحن الان نعيش ايام عاشوراء الحسين والكل يهتف لبيك ياحسين فلنجعل من هذا الهتاف ثورة على الظلم والتدخل الخارجي وعلى الجماعات التي تحوك الفتن بين ابنا الوطن الواحد.
لبيك ياحسين سنتحد
لبيك ياحسين سنتحمل اعباء الصمود ضد الباطل
لبيك ياحسين سنقدم مصلحة الدين والمذهب والوطن على مصالحنا الشخصية ولن ندع رعاة الالحاد واصحاب ثقافة المثليين ان يغرزوا في اجسادنا مغارز الانحراف والانحلال وتشويه الدين والعزوف عن ثقافة الجهاد من اجل اعلاء كلمة لا اله الا الله ومن اجل الحفاظ على المذهب والعقيدة وبناء الوطن.
هذا العراق عراق الحسين فلا تدعوا ايدي الباطل تتلاعب بمصيره وتمرضه وتجعل منه ساحة لبرامجها المبتذلة اجعلوا من عامكم هذا عام تحدٍّ وشعاركم فيه لبيك ياحسين لبيك ياعراق