د.أمل الأسدي ||
لقد جاء عاشوراء، فدمعه لايُخلف الميعاد!! جـــــــاء وانتشر صوتُ العقيلة المفجوعة في كل عروق العراق الأصيلة...
نحن يا سيدتي، نعتقد في كلّ عام أن عاشوراء يحدث الآن، وقيام الحسين ينهض الآن، وصوته المستغيث يُطلَق الآن!!
نحن نعيشكم يا مولاتي!!
نتنفس آلامكِ، ننتحب كالرباب، نودع الأكبر،شبيه الرسول(صلی الله عليه وآله) كتوديع أمه!! نستبدل رؤوسنا بعزيمة العباس وإيمانه حين وقف وقفته الحيدرية!!
نحن نعاتب الماء كثيرا في عاشوراء!! فيركض خجلا من حضرة العباس إلـــــــی حضرة الحسين، ونحن نركض قبله!!
نحن نراك ـ الآن ـ وكأنك تستنجدين،فنقول لبيك يازينب!
سنعيش المعركة معكم لحظةً بلحظة!! وحين ينزل القاسم الی الميدان،ستصرخ النسوة،صراخ توديع وحسرة!!
يركض العالَمُ كلّه نحونا ليحجبنا عنكم،ونركض نحن نحوكم فنحجبهم عنّا!!
هذي مدنكِ يامولاتي، قد طلقت الألوان،وارتدت الأسود!
يامولاتي، نحن نعيش فقدكم في كل عام وكأنه أخضر الأغصان، دائمي الوجع، آنيّ اللحظة!!
فانظري إلينا، وارفعي كفّكِ فوق رؤوسنا، فنحن العطاشی الذين أدمنوا اللهفة!!
وهذا حشـــــــدكِ،ابن هيبتكِ، ابن دعوتك،ابن صوتكِ الذي أدب الطغاة! فجودي عليه بنظرةٍ، يقف فورا في ميدان الحضور، يؤدي التحية العسكرية بعلو صوته: فو الله لا تمحو ذكرنا!!