المقالات

مَنْ ينتَظِرُ مَنْ ؟!!...


كوثر العزاوي ||

 

وردَ في مكاتبةِ الإمامِ صاحبِ العصرِ والزمانِ {عجل الله فرجه الشريف} للشيخِ المفيد: «ولو أنَّ أشياعَنا، وفّقهمُ اللهُ لطاعتِه، على اجتماعٍ مِنَ القلوبِ في الوفاءِ بالعهدِ عليهم، لما تأخّر عنهمُ اليُمْنُ بلقائِنا، ولتعجَّلتْ لهمُ السعادةُ بمشاهدتِنا على حقِّ المعرفةِ وصدقِها منهم بنا».

لنضع خطًّا تحت {..على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم..}

ترى! أيّ اجتماع وأيّ عهد ذاك الذي

بدأ رسالته به روحي فداه بأداة التمنّي"ولو" وأي شعور يحزّ في نفس الغيور المنتَظِر حينما يقرأ ماوراء رسالة إمامه الغائب، وما ستؤول إليه أمورهم آخر الزمان من الفرقة والتشظي وعدم الوفاء بالعهد!! إذ أنه أبرز تجلياتِ المرحلة التي تقطّع نياط قلب "صاحب الزمان" فضلًا عن غربته التي يراها مصداقًا لعدم وفاء شيعتهِ بالعهد!!

فنحن نصبح ونمسي على مالايسرّ الخاطر من مظاهر الخذلان والغدر والهجران والطعن من أدنى الوشائج إلى اقصاها، ما يجعل الأمة على مستوى من الغفلة وعدم المسؤولية، في الوقت الذي يجب أن يتجسَّد واقع مفهوم الاجتماع والألفة على الطاعة ومتابعة القادة ومن ينوب عن الإمام المعصوم الغائب من الفقهاء وأصحاب الخبرة، فضلًا عن ضرورة العمل المشترك لتبليغ الإسلام وتطبيقه والجهاد والمقاومة لإزاحة الظلم والطغيان عن مستضعفي العالم ونصرة المظلوم ورفع كلمة التوحيد، وهو ذات المشروع التمهيدي الذي يلخّص معنى الانتظار من منطلق الشعور بالمسؤولية، إذ هو الشرط الجوهري للظهور المقدس، بل والأعظم من ذلك، انّ المهدي"عجل الله فرجه" يرتّب على هذا الاجتماع والوفاء بالعهد أثره الحقيقي وهو المأمول من شيعته، فلو تحقّق {لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا ولتعجّلت لهم السعادة بمشاهدتنا} أجل! وذلك مقتضى النعيم الناتج من العدل الكامل الذي يتكفّل الإمام الغائب  تطبيقهُ على العالم كله!!

إذن: فما اتعس المدّعين الذين أوهموا أنفسهم أنهم على مقدار من المعرفة والوفاء، والواقع أنهم يجهلون أو يتجاهلون أنّ إمامهم المنتظر مطّلعًا على الأخبار مواكبًا للأحداث يشعر بآلام وآمال أمته وقواعده الشعبية ويميّز الخبيث من الطيب والصادق من المدّعي،

فأمر الغيبة منوط بذنوب الناس وعصيانهم وخذلانهم للمشروع المهدوي الذي يفضي إلى مخالفة العهد والالتزام سيما المنتظرين منهم! وخلاف ذلك، فإنَّ كلَّ عملٍ يجعلُ قلوبَ الشيعةِ تجتمعُ على الوفاءِ بالعهدِ وتسعى إلى الإصلاح الحقيقي، فذلك الواجب بعينه ، بل ويُفضَّلُ على الكثير من الاعمال وبه

يتحقق شرط الظهور الذي يؤهل الأمّة للتيمّن بلقاء بقية الله الموعود الذي تنتظره البشرية للخلاص وتحقيق الوعد الإلهي! وذلك بصريح ماجاء في ذيل رسالته "سلام الله عليه":

{فما يحبسنا عنهم إلّا ما يتّصل بنا مما نكرههُ ولا تؤثرهُ منهم! والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.}

فهل ثمة وضوح أكثر بيانًا؟! فاعتبروا ياأولي الألباب.

 

٢٨-ذوالحجة١٤٤٣هج

٢٨-٧-٢٠٢٢م

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك