المقالات

العدوان التركي والموقف المطلوب.

1486 2022-07-23

د. علي الطويل ||

 

لاشك أن أي عدوان على أي دولة في العالم، لابد أن يتبعه  رد فعل تجاهه يكون أقوى منه أو يساويه على الأقل ، لكي تتحقق هيبة الدولة ويشعر سكانها بأن هناك من يدافع عنهم ويحميهم. وهيبة الدولة لاتتحقق فقط بالاستنكار والشعب حسب، بل في الدفاع عن البلد وسيادته وحماية أرضه وسمائه ، وعندما يكون هناك عدوان، وحتى لايتجرا الآخرون  لسلوك نفس الفعل تجاه الدولة ، فإن الموقف الحكومي يجب أن يكون قويا وحازما، اما في دولة مثل العراق توزعت ولاءات المسؤولين فيها بين دول مختلفة، وشعور البعض منهم، أن بقائهم واستمرار وجودهم السياسي  يتعلق برضا هذه الدولة أو تلك، فإنه بالتأكيد ستكون هناك مجاملات وتغاضي عما تقوم به دول أخرى من تحرشات واعتداءات، وتركيا "مثال لذلك ، أن أفعال تركيا العدوانية المتكررة والتي تجاوزت ٢٥٠ اعتداء في عام واحد فقط، وبلا رد  من قبل الحكومة، جعلها تتمادى أكثر وأكثر، بل  لم تتردد في إعلان اطماعها في التمدد على الأرض العراقية وضمها إلى تركيا ،وقد ورد ذلك علانية على لسان مسؤولين وصحفيين وناشطين أتراك وبشكل واضح.

أن العدوان التركي الأخير الذي أودى بحياة عددا من العراقيين، وجرح اعداد أخرى كشف بما لايقبل اللبس أن الحكومة العراقية تجامل على حساب الدم العراقي، ولولا ضغوط الرأي العام وادانة الآخرين لهذا الفعل لما اتخذت وزارة الخارجية العراقية اي موقف تجاه ذلك العدوان كما في الحالات السابقة ،كما كشف هذا العدوان أن هناك الكثير من العراقيين، مسؤولين، وصحفيين، وناشطين، وفنانين هم أتراك أكثر من تركيا، فلم تستفزهم دماء العراقيين أو تحرك وطنيتهم ، فراحوا يدافعون عن الموقف التركي، ويبررون الفعل ويهونون الجريمة بلا غيرة أو حمية تجاه أبناء شعبهم الذين سألت دمائهم بفعل هذه العدوان، وكشف كذلك أن النفوذ التركي قد تغلغل في أوساط كثيرة اجتماعية وسياسية وإعلامية وحتى حكومية، وبلحاظ الأطماع التركية المعلنة ، فإن ذلك يشكل خطورة بالغة وتهديدا لمستقبل الدولة العراقية وتماسكها ووحدتها، الامر الذي يتطلب موقف جدي بالتصدي لهذه الأطماع وإعادة النظر بالسياسة الحكومية تجاه هذه الدولة لأجل يقاف هذا العدوان المستمر، والتدخلات الواضحة .

  22/7 /2022

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك