المقالات

ماذا كسب بايدن في جدة؟ّ


سالم مشكور ||

 

هل عاد الرئيس الأميركي جو بايدن من زيارته لجدّة بنتائج ملموسة؟ قبيل قبل الزيارة قال بأنه لا يأتي الى السعودية من أجل الطاقة، لكن متحدثين أميركيين قالوا إن الدافع الرئيس للزيارة هو موضوع الطاقة وضمان تدفقها في ظل الحرب الأوكرانية وتداعياتها على امدادات الطاقة العالمية.  طرح الأمر صراحة مع الخليجيين، فلم يلق جواباً منصاعاً كما تعود أسلافه. الجانب السعودي أخبره أنه لا يستطيع رفع الإنتاج أكثر مما هو، وأن أيَّ تغيير في الإنتاج سيخضع لتقييمات أوبك.

قبل ذلك كان الرئيس الفرنسي أبلغ بايدن بذات الجواب نقلا عن مسؤولين إماراتيين وسعوديين.

بايدن إدعى قبل الزيارة بأنه قادم إلى المنطقة لترسيخ السلام وتدشين مرحلة من التعاون الإقليمي مع إسرائيل. سوّق هذا الكلام في إسرائيل وباعهم تنصله من الإصرار على حل الدولتين بسبب "صعوبة الامر عمليا في هذه المرحلة" كما قال. تحدث ادماج إسرائيل في تكتل عربي عنوانه مواجهة إيران، يتضمن منظومة جوية عسكرية إسرائيلية تنشر في دول خليجية.

تحدث عن دعم دول المنطقة في مواجهة ايران وتمددها وفق تعبيره، لكن ما واجهه به زعماء المنطقة الذين اجتمع بهم كان مختلفا:

- الامارات ومصر والكويت والأردن أعلنوا قبيل الزيارة أنهم لن يدخلوا في حلف معاد لإيران

- ولي العهد السعودي تحدث عن إيران بلهجة تصالحية بعيدة عن الحدة التي اتسم بها الخطاب السعودي سابقا، لدرجة انه استدعى اشادة إيرانية رسمية بهذا الموقف.

- الجانب السعودي لم يتجاوب مع فكرة اندماج إسرائيل والتطبيع الكامل معها، واكتفى بخطوات تضع السعودية في منطقة وسطى بين التطبيع على الطريقة الإماراتية والبحرينية، والقطيعة العدائية. فالأجواء السعودية فتحت بوجه مرور الطيران الإسرائيلي، والتفاهم سيجري حول جزيرتي تيران وصنافير المستلمتين من مصر مؤخرا، وتعاونات أخرى دون تطبيع عام ورسمي.

بايدن أعلن صراحة أمام الاجتماع أن بلاده لن تترك فراغا في المنطقة تملؤه ايران او الصين او روسيا، لكن ولي العهد السعودي رد بالقول إن هذه المنطقة بدأت عهدا جديدا من الشراكة والتعاون خالياً من الاملاءات والتدخل في شؤونها الداخلية.

باختصار: بايدن واجه واقعا جديدا لم يعتد عليه، فالسعودية التي وصفها بالمنبوذة سابقا، واضطر لخطب ودّها الآن لحاجته الانتخابية الداخلية، وجدها في موقع مختلف عما اعتاد عليه اسلافه، وضع خلقه صعود القوى الصينية والروسية وحالة وعي سعودي إقليمي بأن التعاون بين الدول الإقليمية يسد الطريق أمام الابتزاز الذي كانت تتعرض له دولها، سواء كان بذريعة "الخطر السوفيتي" سابقا، او "الخطر الإيراني" حاليا.

في الداخل الأميركي، واجه بايدن حركة مضادة لتوجهه الى السعودية، لدرجة أن سلطات العاصمة الأميركية المحلية اطلقت اسم خاشقجي على شارع السفارة السعودية. واجه حين عودته موجة لوم وتأنيب واتهام، بأنه أهدر كرامة أميركا وهيبتها الخارجية خصوصا في منطقة الشرق الأوسط.

وفق هذه المعطيات، فان بايدن لم يكسب شيئاً في جدة، وواجه خسارة معنوية أكبر داخل بلاده.

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك