المقالات

كُن للظالم خصماً وللمظلوم عوناً !!


عبد الزهرة البياتي ||

 

منذُ صدور عددها الاول في (9/11/2005) حرص مؤسس (البينة الجديدة ) الصحفي الراحل ستار جبار (رحمه الله) ان تتصدّر وصيّة أمير المؤمنين ويعسوب الدين ونصير الفقراء والمساكين وقاهر الجبابرة والظالمين الإمام علي بن ابي طالب (ع) : (كُن للظالم خصماً وللمظلوم عوناً) أعلى صفحتها الاولى ليستمد العاملون في الجريدة المعاني والمضامين الخالدة لهذه الوصية الذهبية ويستمدون منها العزم والاصرار على مقارعة الطواغيت وأساطين الفساد، ونصرة كل المسحوقين والمهضومة حقوقهم ..

ومن يتأمل ويتبصّر جليّاً بهذا القول الخالد سوف يتجسّد لهُ عملياً وبوضوح ان الظلم واغماط حقوق الشعب وحرمان الناس والمواطنين من ابسط مستلزمات العيش الكريم والحيلولة دون ان يعيشوا حياة رغدا يشعرون من خلالها بأنهم كائنات بشرية ,

آدمية لها قيمة عليا وليس مجرد ارقام حسابية او صفر على الشمال، انما هو عمل شيطاني يستدعي التصدي لهُ بقوة وكبح جماحه مهما بلغ الفاعل من جبروت، ومساندة من وقع عليه الظلم بكل نخوة وشجاعة .. والظلم في ابسط توصيفاته هو وضع الشيء في غير موضعه وهو مجاوزة الحد والجور وهو ايضاً التعدّي عن الحق الى الباطل ..

والظلم فعل محرّم في القرآن الكريم والسنة النبوية حيثُ قال تعالى في محكم كتابه العزيز (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) ومن هنا فإن الظلم لا يدوم مهما طال زمن الظالمين وفيه مجلبة لغضب الله وجاء في الحديث القدسي:(يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا ...)

 ولكن ما بالك بمسؤول متعجرف يضع على عينيه نظارتين سوداوين سميكتين ليتجاهل عمداً رؤية الضوء المتوهج الطالع من بين الاشياء لأن في داخله عُقدة متأصلة ونفسهُ متعطشة لإلحاق الأذى بالآخرين؟ وكيف بمسؤول في دائرة حكومية معنية بشرائح واسعة من الشعب يرفض بعناد لا مبرر لهُ تطبيق اجراءات حكومية او قوانين نافذة مكتوبة بلغة عربية واضحة وضوح الشمس لأن (جنابه الكسيف) لا يريدُ ان ينهض الآخرون من سباتهم وينفضوا عنهم غبار الظلم الواقع عليهم ؟ ..

 وبماذا تفسر لي فعل جهات حكومية (وزارات ودوائر ) تُوصد أبوابها أمام الآلاف المؤلفة من الشباب الخريجين والعاطلين الذين يتظاهرون تحت اشعة شمس حارقة لأن جناب «التنابلة»   فيها لا يملكون القدرة على التفتيش عن حلول جذرية تُنهي معاناة شباب باتت احلامهم تتبخر على اسفلت الشارع ؟!

ان رفع الظلم الواقع على شرائح واسعة من الشعب واجب شرعي ووطني واخلاقي وان أي سياسي او مسؤول لا يتحرك في حدود مسؤوليته الوظيفية لأجل احقاق الحقوق وتطبيق القوانين وإنصاف الناس هو ظالم الى يوم يبعثون ..

وان أي مسؤول يُعرقل حصول الشعب على استحقاقه كاملا غير منقوص «منعول والدين» حتى سابع ظهر ..

من يعرقل بناء دولة وتطبيق القوانين التي تنتشل المحرومين والمظلومين من واقعهم البائس عليه لعائن الله في الدنيا والآخرة وستطاردهُ «حوبة» الناس حتى مماته .. وسيبقى شعار الشرفاء الذين يهتدون به هو( كُن للظالم خصماً وللمظلوم عوناً).

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك