المقالات

للحشد في ذكرى ميلاده الميمون ..!

1991 2022-06-15

قاسم العبودي ||

 

في ليلة ظلماء غاب فيها البدر ، زحفت جحافل الظلام في غفلة من الزمن المعتم . فكان الأنهيار والسقوط حليف مدينة الموصل التي كان يحميها جيش عرمرم قوامه أكثر من ستة آلاف مقاتل ، بين جيش وشرطة وقوات مكافحة الأرهاب التي كانت مدربة تدريبا جيدا .

سقطت المدينة وانهار كل شيء فيها . فلا حكومة محلية ، ولا حكومة مركزية ، كل شيء تبخر في تلك الليلة الظلماء . تساقطت المدن الأخرى كأوراق الشجر في خريف معتم وحزين .. ورقة بعد أخرى . زحفت جيوش الظلام حتى أقتربت من أسوار بغداد العاصمة ، وحاصرتها بحواضنها التي أنبثقت منها .

كل" حزم حقيبته ، وكل" رتب أوضاع أنهزامه المخز ألا ما ندر !!، فكان العراق على أبواب أستباحة بربرية ، قل نظيرها ، منذ دخول هولاكوا الى بغداد حتى تلك الليلة المشؤومة .

فأبى أبن الزهراء ألا يكون في المقدمة ، كجده الرسول ، فقد توضأ في بئر علي ، وأقام ليله في مرقده المقدس ، منتظرا تراتيل الفجر وقدسه الأبلج ، حتى نادى المنادي .. حي على خير العمل فأطلقها من صدره ، مع ذاك النداء السماوي ... حي على الجهاد .. حي على الجهاد .

تلاقفوا ذاك النداء أبناء علي ..وأشرقت وجوههم بصبحه الوضاء .. والكل نادى بذلك النداء .. حي على الجهاد ، فكان الجهاد كما لم يكن من قبل . ولد وليد الفتوى المباركة ، لكنه ولد كبير بحجم هذا الكون وقد أسماه .. الحشد الشعبي المبارك ، الحشد الألهي الذي لبى نداء الحق ، وصوت محمد وعلي يتناهى همسا الى تلك القلوب الوالهه التي عشقت محمد وأهل بيته الطيبون .

سيذكر لنا التأريخ وعلى أمتداده وأرتداده ، بأن من حمى تلك الحدود ، هي تلك الفتوى القدسية التي صمت آذان الطغاة والمستكبرين ، الذين أرادوا شرا للعراق ، لكن حشد الله لن يرضى بذلك.

لقد كان نزالا" بين من لبى وقام ، وبين أبناء اللئام ،فكان النصر لأبناء علي والحسين . لقد ذهل العالم بأسره للنجاح الكبير الذي أبداه أبناء الحشد المبارك ، متحديا بذلك كل القوانين العسكرية التي درست في اكاديمياتهم المادية الصماء . لا يعلمون أن للفتوى فيض عطاء ، لا يدركون سرها مهما مر بها الزمان .

رجال صدقوا بكل معنى الكلمة ، فكان نصرا بمعنى الكلمة . لقد أعاد أبن الزهراء هيبة الأسلام التي سلبت ، وقطع الطريق على كل المتشدقين الذين ملأوا الكون ضجيجا ، بأن لا ولاية للمرجع على أبناء مذهبه ، لكنهم صدموا بأن الخير كل الخير في هذين السييدين العليين الذين حيروا جبابرة الدنيا بسر نجاحهم وأنتصارهم .

لقد طرز الحشد الشعبي ، ملحمة أنتصاره بخيوط من نور محمد ، وقبس من فيض علي ، ورضوان من سكن الأزقة الضيقة في النجف وقم المقدسة ، رضوان من تلك الشيبتين المباركتين التي لولاهما لما غمض جفن لحرة .

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك