ا.د. جهاد كاظم العكيلي ||
لم تمر إلا بضعة أيام حين تسلطت في مطلع حزيران من العام 2014 شراذم الأرض ونفاياتها على أجزاء واسعة من شمال العراق وغربه التي بدأتها بإحتلال مدينة الموصل، لتعيث في أرض العراق، أرض الرسل والأنبياء والأولياء والصالحين، قتلا وخرابا وفسادا حتى إنبرى رجال العراق شيبا وشبابا تلبية لفتوى الجهاد التي أطلقها مرجع الأمة السيد علي السيستاني للقضاء كليا على هذه الشراذم والنفايات ..
وما هي إلا أيام مرت من سنين ثلاث (2014 ــ 2017) عزف خلالها رجال الحشد، الموقف والبطولة وهم، يتدافعون المناكب جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة ورجال العشائر العراقية الكريمة، سمفونية نصر إمتزجت أصواتها بكعبة الله وقدسه وآل بيت النبوة وصحبهم الكرام ليُشكلوا لحنا وطنيا عزفته كل أرض العراق وتغنى به كل شبر من أشبارها، بعد أن لقنوا شراذم الأرض ونفايتها عصابات داعش الإرهابية هي والرعب وسوادها الحالك، الذي خططت له ونفذته دول الظلام التي لا تريد بالعراق والعراقيين خيرا على الإطلاق ..
وكان يوم العاشر من حزيران من العام2014 يوما مريرا، الذي تمر ذكراه الثامنة، وسط ظروف محلية ودولية بالغة الدقة والتعقيد، ما علينا إلا أن نتذكر جيدا وبفخر وإعتزاز كبيرين كيف، أن رجال الحشد صنعوا الموقف والبطولة، ليدحروا تلك الدسيسة الظلامية التي أسندت لها دول العدوان مهمة تشويه الدين الإسلامي الحنيف، وإغراق أرض العراق بمستنقع قذارة الإرهاب، وعلينا أن نتذكر أيضا بفخر وإعتزاز كبيرين كيف، أن رجال الموقف والبطولة حولوا دموع وأناة الأمهات الثكالى وشبة الرجال إلى مطر روى الأرض وغسل المدن من قذارة الإرهاب الداعشي ..
نعم في هذا اليوم علينا أن نقف بخشوع لشهداء الحشد ورفاقهم الذين ضحوا بأرواحهم وأنفسهم وحياتهم من إجل إعلاء كلمة الله ورفعة الوطن وإعلاء شأن الدين الإسلامي الحنيف، وإنه لشرف عظيم أن نقف لهم ولعوائلهم الكريمة إجلالا وإكراما، لما قدموه من فداء وتضحيات، فعليهم سلام الله بحجم أرض العراق وسمائه وما بينهما وتحتهما ..
إن مواجهة رجال الحشد ورفاقهم لقوى الشرك والظلالة لم تكن سهلة بل كانت مواجهة صعبة، أبلوا فيها وبملحمة بطولية تجسدت فيها كل معاني الرجولة والإيمان وبأبهى الصور، لإزاحة هذه الشرذمة وطغيانها وعبثها بقيم السماء وتحريفها للدين الإسلامي الحنيف عن مواضعه الحقيقية التي جاء بها الإسلام رحمة للعالمين، فكانت صيحة الحشد بحق صيحة أولئك الرجال العامرة قلوبهم بالايمان والتقوى وهم، يتصدون لتلك الشرذمة ويلاحقونها من مدينة إلى أخرى ومن منزل إلى آخر وفي الصحراء والجبل والتل والسهل على الرغم من أنه كان من بينهم كبارا في السن وآخرين صغارا حتى صار لكل كبير وصغير وشاب قصة سجلها تاريخ العراق كملحمة وسَجل لهم ذلك التعامل الإنساني مع العوائل المحررة، والمشاهد في هذا المجال كثيرة لا يمكن عدها وحصرها كونها هي الأخرى عبرت عن الرجولة العراقية والشهامة والغيرة التي عرفوا بها على مدى تاريخهم الإنساني الحافل بحب الوطن وشعب الوطن ..
ــــــــ
https://telegram.me/buratha