المقالات

في ذكرى فتوى الجهاد ..الحشد موقف وبطولة ..

1238 2022-06-11

ا.د. جهاد كاظم العكيلي ||

 

لم تمر إلا بضعة أيام حين تسلطت في مطلع حزيران من العام 2014 شراذم الأرض ونفاياتها على أجزاء واسعة من شمال العراق وغربه التي بدأتها بإحتلال مدينة الموصل، لتعيث في أرض العراق، أرض الرسل والأنبياء والأولياء والصالحين، قتلا وخرابا وفسادا حتى إنبرى رجال العراق شيبا وشبابا تلبية لفتوى الجهاد التي أطلقها مرجع الأمة السيد علي السيستاني للقضاء كليا على هذه الشراذم والنفايات ..

وما هي إلا أيام مرت من سنين ثلاث (2014 ــ 2017) عزف خلالها رجال الحشد، الموقف والبطولة وهم، يتدافعون المناكب جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة ورجال العشائر العراقية الكريمة، سمفونية نصر إمتزجت أصواتها بكعبة الله وقدسه وآل بيت النبوة وصحبهم الكرام ليُشكلوا لحنا وطنيا عزفته كل أرض العراق وتغنى به كل شبر من أشبارها، بعد أن لقنوا شراذم الأرض ونفايتها عصابات داعش الإرهابية هي والرعب وسوادها الحالك، الذي خططت له ونفذته دول الظلام التي لا تريد بالعراق والعراقيين خيرا على الإطلاق ..

وكان يوم العاشر من حزيران من العام2014 يوما مريرا، الذي تمر ذكراه الثامنة، وسط ظروف محلية ودولية بالغة الدقة والتعقيد، ما علينا إلا أن نتذكر جيدا وبفخر وإعتزاز كبيرين كيف، أن رجال الحشد صنعوا الموقف والبطولة، ليدحروا تلك الدسيسة الظلامية التي أسندت لها دول العدوان مهمة تشويه الدين الإسلامي الحنيف، وإغراق أرض العراق بمستنقع قذارة الإرهاب، وعلينا أن نتذكر أيضا بفخر وإعتزاز كبيرين كيف، أن رجال الموقف والبطولة حولوا دموع وأناة الأمهات الثكالى وشبة الرجال إلى مطر روى الأرض وغسل المدن من قذارة الإرهاب الداعشي ..

نعم في هذا اليوم علينا أن نقف بخشوع لشهداء الحشد ورفاقهم الذين ضحوا بأرواحهم وأنفسهم وحياتهم من إجل إعلاء كلمة الله ورفعة الوطن وإعلاء شأن الدين الإسلامي الحنيف، وإنه لشرف عظيم أن نقف لهم ولعوائلهم الكريمة إجلالا وإكراما، لما قدموه من فداء وتضحيات، فعليهم سلام الله بحجم أرض العراق وسمائه وما بينهما وتحتهما ..

إن مواجهة رجال الحشد ورفاقهم لقوى الشرك والظلالة لم تكن سهلة بل كانت مواجهة صعبة، أبلوا فيها وبملحمة بطولية تجسدت فيها كل معاني الرجولة والإيمان وبأبهى الصور،  لإزاحة هذه الشرذمة وطغيانها وعبثها بقيم السماء وتحريفها للدين الإسلامي الحنيف عن مواضعه الحقيقية التي جاء بها الإسلام رحمة للعالمين، فكانت صيحة الحشد بحق صيحة أولئك الرجال العامرة قلوبهم بالايمان والتقوى وهم، يتصدون لتلك الشرذمة ويلاحقونها من مدينة إلى أخرى ومن منزل إلى آخر وفي الصحراء والجبل والتل والسهل على الرغم من أنه كان من بينهم كبارا في السن وآخرين صغارا حتى صار لكل كبير وصغير وشاب قصة سجلها تاريخ العراق كملحمة وسَجل لهم ذلك التعامل الإنساني مع العوائل المحررة، والمشاهد في هذا المجال كثيرة لا يمكن عدها وحصرها كونها هي الأخرى عبرت عن الرجولة العراقية والشهامة والغيرة التي عرفوا بها على مدى تاريخهم الإنساني الحافل بحب الوطن وشعب الوطن ..

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك