المقالات

الحشد المقدس"ومضة نور في تاريخ العراق


كوثر العزاوي ||

 

في زمنٍ تكالبت على بلدي قوى الشرّ حيث غَزت غربانها وسط وجنوب العراق، وفي كلّ ربوعها جَلْجلَ عواء ذئاب داعش المتعطشة لدماء بلد المقدسات، وكأنّ التاريخ يعيد نفسه حيث واعية الحسين "عليه السلام" تناهت الى اسماعِ نفوسٍ أبيّة، أبت إلّا الوقوف على عتبة انتظارِ أمرٍ ما ، لتهتف "لبيك داعيَ الله"!! ومِن وحي اللطف الإلهي، ومن زقاقٍ النور، ثمة روح علوية طالما حملت همّ المذهب والمجتمع وتقلّدت عِظَمَ مسؤولية الدفاع عن بيضة الإسلام ،من هناك دوّى صوت المرجعية الدينية بوحيٍ من حامي الجار، من جوار سيد  الموحّدين عليّ" عليه السلام" لتَهبَ الشعب الجريح نفحاتها الغيورة باسم الله وتأييد المولى صاحب الزمان"عجل الله فرجه الشريف"، فاعلنت مسؤولةً واثقةً فتوى الجهاد الكفائي حينما علِمت أنَّ شراذم الأرض وشذّاذ الآفاق يحتلّون أجزاءً من الأراضي العراقية، فلم تجد مقامها أيّ وسيلة تستطيع من خلالها أن توقف زحفَ التنظيم المقيت إلّا بفتوى توجِب تشكيل قوات شعبية مساندة للجيش، داعية لها بصدّ العدوان عن الأرض وحفظ العِرض والذبّ عن حُرَم المقدسات، فهبّت جموع ولبَّت حشود، فئآت من الغيارى بمختلف انتماءاتهم واعمارهم، دون ضوابط العسكرة إلّا من روحٍ حملت عشق المبادئ والعقيدة وطاعة نائب المعصوم، لتشهرَ سلاحًا أبيضًا باسم الدفاع المقدس استعدادًا للتضحية والفداء، وبعد سلسلة تضحيات وصور ناصعة مشرِّفة رصدتها عيون الحقّ وكاميرات الإخلاص في جبهات المواجهة مع العدو الداعشي، والذي شهد لها القاصي والداني، وبفضل الله تعالى وبذل النفوس، عادت الارض وصِينَ العِرض وحُفظَت الكرامة واستقرت الحال، فكانت حقّا نقطة تحوّلٍ مضيئة في مسار أحداث العراق والى يومنا هذا وقد بلغ الحشدُ الشعبيُ عامَه الثامن ومازال في سوح المواجهةِ مرابطًا ضد الارهاب وقد شهدت له صولاتُه البطولية وتضحياتُه الانسانيةُ لتبقى والى الأبد، انعطافة عزّة ومحل إشادةٍ وثناءٍ ومورد شرف وافتخار، وفقَ المعادلة النبيلة عالية المضامين{فتوى مباركة+ نفوس غيورة = حشدٌ مقدّس}

{واللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} آل عمران١٣

 

٨-ذوالفعدة١٤٤٣هج

٨-٦-٢٠٢٢م

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك