المقالات

أنبلاجُ فجرْ

1444 2022-06-07

قاسم سلمان العبودي ||

 

وکالة الحوزة - کتب قاسم سلمان العبودي الکاتب و المحلل سیاسي: تفاعلت الشعوب الاسلامية مع ثورة الأمام الخميني، والتي أحست من خلالها تلك الشعوب بأن فجر التغيير قادم لا محالة، وقد استيقن الحكام الكفرة قوة هذه الثورة القادمة من عمق التأريخ الأسلامي الصحيح.

وکالة أنباء الحوزة- ما أن بزغ فجر الثورة الأسلامية في جمهورية أيران على يد الأمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، حتى استيقضت الشعوب العربية والأسلامية، بل حتى الشعوب التي لا تدين بالأسلام، منٌ غفلتها على حقيقة أن هناك مفصل تأريخي قد وجد، وأن منطقة الشرق الأوسط والعالم بات على أعتاب مرحلة تأريخية مهمة من حياتها القادمة، سوءاً الدينية منها أو السياسية والأقتصادية والأمنية.

فقد أمتاز الأمام الخميني (ره) عن بقية رجالات الدين بفكره الثاقب الذي جمع فيه القيادة والولاية تحت مظلة الشريعة السمحاء . فقد خرج رضوان الله عليه من نمطية الحوزة العلمية التي دأبت تدريس تلامذتها الثوابت الاسلامية الشرعية والتي كانت تصطدم مع توجهات الأنظمة الحاكمة برغم فقر تلك المادة العلمية والتي تبتعد كثيراً عن التعرض للحكام الفجرة.

فقد كان الأمام سابق عصره بسنوات عديدة كونه دعى الى أسقاط الأنظمة الشمولية التي تسلطت على رقاب الناس وأستضعفتهم الى درجة إن جعلت منهم عبيدًا لها بطريقة وأخرى. لذلك تفاعلت الشعوب الاسلامية مع ثورة الأمام الخميني، والتي أحست من خلالها تلك الشعوب بأن فجر التغيير قادم لا محالة، وقد استيقن الحكام الكفرة قوة هذه الثورة القادمة من عمق التأريخ الأسلامي الصحيح.

أن فكرة أحياء الأمة، وبث روح المقاومة ضد كل أنحراف هي التي أججت فكرة قيام حرب الثمان سنوات التي فرضت على الجمهورية الاسلامية والتي دُعمت من قبل الغرب بأكمله. فقد فتحت شركات السلاح مصانعها ، والموانيء أرصفتها كلها أمام صدام حسين من أجل شيءٍ واحد، ألا هو أجهاض الثورة الأسلامية قبل أن تنتشر شرارتها لدول الجوار الأيراني، وخصوصًا بعد أن أعلن الأمام الخميني تصدير الثورة لدول العالم المستضعفة من قبل حكام الجور الذين لم يكونوا سوى أدوات بيد المستكبر الكافر وأسرائيل التي أعلنت عدائها للثورة بشكلٍ واضح.

في العراق أنتبهت الأمة الى حضور الأمام الخميني اللافت للأنظار من خلال طروحاته العلمية الاسلامية التي كانت تتناغم بشكلٍ وآخر مع المتبنيات الأسلامية التي كانت أساسًا من المعتقدات الدينية والوطنية للشعب العراقي الذي كان يعاني هو الآخر من نير الاضطهاد البعثي، أسوةً بالشعب الأيراني الذي كان هو الآخر ضحية للأستكبار العالمي من خلال الحكم الجائر للشاه العميل. فتشكلت مجاميع عراقية تتخذ من المرجع الشيعي الكبير محمد باقر الصدر مرجعًا تقليديًا الى الألتفاف حول دروس السيد الخميني والى ترجمة خطبه وتوجيهاته الى الشعب الأيراني من خلال الكاسيت الذي كان الوسيلة الوحيدة لأستلام توجيهاته المباركة، كون السلطة البعثية الغاشمة قد ضيقت الخناق على السيد الخميني وأتباعه الى حد كبير. لقد قال الشهيد محمد باقر الصدر مقولته الشهيرة، ذوبو في الأمام الخميني كمًا ذاب هو في الأسلام، وكانت تلك رسالة واضحة جدا من المرجع الى الأمة بالتحرك صوب الأمام الخميني ودعمه، وهذا ما حصل لاحقًا بعد أنتصار الثورة الأسلامية.

نخلص مما تقدم، أن صدقية الأمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، وأيمانه الصلب بما يعتبره حقًا بالسير والسلوك على منهج النبوة الحقة، وأئمة أهل البيت عليهم السلام، هي من قلبت موازين الهيمنة الغربية على مقدرات الامة الاسلامية سواءً بالفكر أو غيره. لذا نرى مصداق ما ذهب اليه الأمام الخميني في الواقع هوه ، أنبثاق محور المقاومة الذي أرق العالم بأسره من خلال حنكة وأقتدار قائد محور المقاومة السيد الخامنه آي العزيز الذي كان ولا زال الأبن البار للثورة الأسلامية التي أسس لها الأمام الخميني رضوان الله تعالى عليه.

امتداد الثورة الأسلامية الخمينية وصل الى حد سلام فرمنده ، ذلك الصفاء الروحي الذي داعب مخيلت أطفالنا حتى توحدو تحت راية منقذ البشرية الذي نحن وإياهم ننتظر تلك الطلعة الرشيدة . السلام على الأمام الخميني العظيم يوم ولد ، ويوم مات ، ويوم يبعث حيًا.

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك