المقالات

أسعار الغذاء أم أزمة غذاء؟!


محمد شريف أبو ميسم ||   تواصل وسائل الإعلام العالمية الخلط بين حالة ارتفاع أسعار الغذاء، جراء تراجع صادرات القمح الأوكرانية بفعل الحرب، وبين احتمالات حصول أزمة غذاء عالمية بدعوى انحسار المعروض في الأسواق العالمية، فيبدو الأمر وكأن ارتفاع أسعار الغذاء ناجمٌ عن خلل يهدد شعوب العالم بالمجاعة.  بينما تشير المعطيات إلى أن نسب الانتاج العالمي في تزايد ناجم عن الخوف، مما قيل بهذا الشأن، اذ عمدت كثيرٌ من الدول الى زيادة مساحات الأراضي المزروعة، كما في الهند وبلدان شرق آسيا وشمال أفريقيا، ناهيك عن دول الاتحاد الأوروبي، وشرق أوروبا، ما يؤكد أن ارتفاع الأسعار ناجم عن استثمار أزمة الحرب من قبل المهيمنين على حركة التجارة العالمية والنظام المالي الدولي، في ظل تضخم عالمي جراء ارتفاع أسعار الطاقة بفعل حرب العقوبات الاقتصادية المتبادلة بين روسيا من جانب، والولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين من جانب ىآخر. واللافت في هذا الشأن هو تراجع الهند عن قرارها الخاص بتصدير القمح للخارج بمعدل عشرة ملايين طن في هذا العام، بعد أن أعلن رئيس وزرائها ناريندرا مودي، أن “الهند مستعدة لاطعام العالم” على ضوء الضجة المفتعلة بشأن حصول أزمة غذاء عالمية، ومن المعروف أن الهند لم تكن من قبل مصدرا رئيسيا للقمح، لأن معظم محصولها يباع في الأسواق المحلية، مع أنها ثاني أكبر منتج للقمح في العالم.  ومع ما قيل بشأن تهديدات الجفاف والفيضانات في أراضي المنتجين الرئيسين الآخرين، فإن الأنظار كانت باتجاه الهند لتعويض ما يقال إنه نقص في المعروض، فانخفضت الارتفاعات في الأسعار الى معدل 30 بالمئة في نيسان الماضي بعد أن تخطت حاجز الأربعين بالمئة، إلا أن هذا الانخفاض لم يدم طويلا، وعادت الأسعار للصعود، مستغلة قرار الهند بحظر التصدير، وهو القرار الذي حيّر المراقبين، خصوصا أن الهند كانت تطالب دوما بإعفائها من قاعدة منظمة التجارة العالمية، التي تمنع تصدير الحبوب من البلدان، التي تشترى بسعر ثابت من المزارعين للاحتياطيات الرسمية، وحين انتظر العالم تصديرها للقمح بفعل الزيادة في الإنتاج عادت، فاصدرت قرار الحظر، وبقي الأمر مبهما حيال هيمنة الرساميل التي تحكم العالم على حركة التجارة العالمية والنظام المالي الدولي، وعلى صناعة القرار في الدول التابعة، بينما تتولى امبراطوريات الاعلام العالمية، التي تهيمن عليها هذه الرساميل، مناقلة الرأي العام العالمي ليصطف معها، وهي تحاول ترويض الدب الروسي، مستفيدة من ارتفاع الأسعار وهي تسوّق للناس احتمالات وقوع الكارثة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك