المقالات

استنزاف العقول..!

1754 2022-06-02

كندي الزهيري ||   المقياس الحقيقي لمعرف مدى تطور الدولة، ومدى بقائها، يعتمد على كيفية إدارة الدولة للعقول المتوفرة فيها، وكذلك مكانة تلك العقول في تلك الدولة، يقال: إذا أريت الحاكم يقف بباب العالم، فنعم الحاكم والعالم، أما إذا رأيت العالم واقفا بباب الحاكم، فبأس الحاكم وبأس العالم. في جميع دول العالم التي تبحث عن التطور والتفوق، تجعل أساس عملها والركيزة التي تستند عليها هم أصحاب العقول، بل وتمكنهم من كل شيء في تلك الدولة، وتضعهم موضع الإجلال والاحترام، وتفسح لهم المجال وتسخر لهم جميع الإمكانيات من أجل النهوض بالبلاد، ورقيها وتطورها، وأكثر من ذلك بل توضع بوصلة البلاد بأيديهم حصرا. هناك دولة علمت الأمم كيف تخط الحرف، وكيف تبني  وتصنع وكيف تصبح دولة منتجة، وأول من نظم حركة الرعية بقانون، نعم أنه بلد الرافدين (العراق اليوم)، وان اليوم وبالخصوص بعد 2003م زادت الجرائم ضد أصحاب العقول أما قبل هذا التاريخ، كان الطاغية صدام يستخدم هذه العقول لصالحة ومن يرفض يقطع عنقه، بعد صدام أصبح أصحاب العقول بين عدة أمور، بين التصفية من قبل المحتل الأمريكي وأدواته، وبين التهميش من قبل النظام السياسي الحالي وبعض الأحزاب، وبين الهجرة لخارج البلاد، أو الخضوع للفاسدين وتنفيذ ما يطلبون، أو أن تتخلى عن عقلك في مجتمع جاهل يقدس الجهلة  والانصنام لا يقدس العقل وأصحابه، نرى بان جميع القوانين تصب في صالح الفاسدين والجهلة، والمناصب تعطى الأصحاب الولاءات لا الأصحاب الكفاءات. وهذا ما أوصل البلاد على ما هي عليه اليوم، حيث نرى الهرج والمرج وهتك حرمة المؤسسات جهارا نهارا ، بينما أعقل أسير داره، ينزف بشدة لما يراه من ظلم وجهل وتمزيق لكل مقدس. لذا ندعو الشعب العراقي إن كان يريد الحياة ومستقبل زاهر عليه أن؛ يترك الكهنة، ويترك تقديس الجهلة، والتوجه نحو أصحاب العقول، وتقديس العقل واحترامه، وصيانته وحمايته، ألانه ثروة لا تقدر بثمن، وعلى كل خير في هذا البلد أن يطالب بإرجاع العقول إلى العراق وتوفير الإمكانات والمكان المناسب لهم، وتمكينهم من إدارة دفه لحكم في مؤسسات العراقية، وأن توضع الموازنات بأيديهم، لكي تنفق في مواضعها الصحية، فلا مصلحة للشعب أن يرفض هذه العقول النيرة، أو يحاربها وفي الخصوص نحن نعيش في عاصفة الفتن، مع وجود خراب السياسي والاقتصادي والثقافي، واستفحال الجهل واستهتار الفاسدين، وشيوع عبادة وتقديس الكهنة.  وإذا وصلت بعاقل أملا * * كانت نتيجة قوله فعلا...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك