المقالات

استنزاف العقول..!

1876 2022-06-02

كندي الزهيري ||   المقياس الحقيقي لمعرف مدى تطور الدولة، ومدى بقائها، يعتمد على كيفية إدارة الدولة للعقول المتوفرة فيها، وكذلك مكانة تلك العقول في تلك الدولة، يقال: إذا أريت الحاكم يقف بباب العالم، فنعم الحاكم والعالم، أما إذا رأيت العالم واقفا بباب الحاكم، فبأس الحاكم وبأس العالم. في جميع دول العالم التي تبحث عن التطور والتفوق، تجعل أساس عملها والركيزة التي تستند عليها هم أصحاب العقول، بل وتمكنهم من كل شيء في تلك الدولة، وتضعهم موضع الإجلال والاحترام، وتفسح لهم المجال وتسخر لهم جميع الإمكانيات من أجل النهوض بالبلاد، ورقيها وتطورها، وأكثر من ذلك بل توضع بوصلة البلاد بأيديهم حصرا. هناك دولة علمت الأمم كيف تخط الحرف، وكيف تبني  وتصنع وكيف تصبح دولة منتجة، وأول من نظم حركة الرعية بقانون، نعم أنه بلد الرافدين (العراق اليوم)، وان اليوم وبالخصوص بعد 2003م زادت الجرائم ضد أصحاب العقول أما قبل هذا التاريخ، كان الطاغية صدام يستخدم هذه العقول لصالحة ومن يرفض يقطع عنقه، بعد صدام أصبح أصحاب العقول بين عدة أمور، بين التصفية من قبل المحتل الأمريكي وأدواته، وبين التهميش من قبل النظام السياسي الحالي وبعض الأحزاب، وبين الهجرة لخارج البلاد، أو الخضوع للفاسدين وتنفيذ ما يطلبون، أو أن تتخلى عن عقلك في مجتمع جاهل يقدس الجهلة  والانصنام لا يقدس العقل وأصحابه، نرى بان جميع القوانين تصب في صالح الفاسدين والجهلة، والمناصب تعطى الأصحاب الولاءات لا الأصحاب الكفاءات. وهذا ما أوصل البلاد على ما هي عليه اليوم، حيث نرى الهرج والمرج وهتك حرمة المؤسسات جهارا نهارا ، بينما أعقل أسير داره، ينزف بشدة لما يراه من ظلم وجهل وتمزيق لكل مقدس. لذا ندعو الشعب العراقي إن كان يريد الحياة ومستقبل زاهر عليه أن؛ يترك الكهنة، ويترك تقديس الجهلة، والتوجه نحو أصحاب العقول، وتقديس العقل واحترامه، وصيانته وحمايته، ألانه ثروة لا تقدر بثمن، وعلى كل خير في هذا البلد أن يطالب بإرجاع العقول إلى العراق وتوفير الإمكانات والمكان المناسب لهم، وتمكينهم من إدارة دفه لحكم في مؤسسات العراقية، وأن توضع الموازنات بأيديهم، لكي تنفق في مواضعها الصحية، فلا مصلحة للشعب أن يرفض هذه العقول النيرة، أو يحاربها وفي الخصوص نحن نعيش في عاصفة الفتن، مع وجود خراب السياسي والاقتصادي والثقافي، واستفحال الجهل واستهتار الفاسدين، وشيوع عبادة وتقديس الكهنة.  وإذا وصلت بعاقل أملا * * كانت نتيجة قوله فعلا...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك