المقالات

صِراعُ النفــسِ الأَمّـارةَ..


سلمى الزيدي ||

 

عِندما تُجبِرُكَ الحياة للِسقُوطِ فَتَجثو عَلى رُكْبَتَيكَ تَذَكَر إِنَهُ الوَضعَ المُناسِب للسُجُود .. أَهزِم العالم بِصَلاتِك ،

يَزدادُ شوقي لَكَ حِيناً بَعدَ آخر بِقَدَرْ شَماتةِ أَعداءِك، يا قَريباً بَينَ بُعدَينْ مِن أَضلُعي وَ الأُفقَينْ، مَتى تَلُوحُ بَشائِرِ ظُهورَك وَ تُنَور دُنيآيَ بِنورِك، خَوفي أَن يَطولَ الإِنتظار وَيَعلو مُقابِلهُ التَيار، فَجِهادُ النَفسِ هوَ الأَعظَم مِثلَ حروبِ الإِستعمار، إلى متى أَقولُ لِلروحِ صَبرآ خَوفي أَن يَأسُرَني المَرَضُ وَلا أَجِدُ مِنَ المَوتِ مَفرآ، إِنتَظَرتُكَ بِقَدَر إِيماني بِوِجُودِكَ مَعَ تَسفيه الآخَرينْ .

إِنتَظَرتُكَ  بِقَدَرِ عِرفاني وَتَسليمي لِنَصرُكَ بِيَقينْ، ما هَمَني كَلامُ الأَوغادْ ما هَمني رَأيُ الفُسادْ لا يُقنِعُني هَذيِّ العالمين، كَيفَ لاأَصبُرُ على الإنتِظار وأَنا تِلكَ الطِفلَةُ اَلتي بَكَت مِنَ الجُوعِ صَمتاً في لَياليَّ الحِصار، كُلَما أَرادت أَن تَشكو جُوعاً تَتَذكَرُ أَوجاعَ ( رُقَية ).. هيَ مولاتي هيَ مُلهِمَتي هيَ أَقرَبُ مِن ذاتي إِلَيَّه، تَجمَعُنا صِفَةٌ واحدةً نَتَشابهُ في اليتمِ سَويةْ أَما الباقي مِنَ الأَحزان تَتَفوقُ في كُلِ قَضيةْ..

كَبُرَتْ تِلكَ الطِفلة التي كانت تَشكو منها عائِلَتَها ! مِن كُثرةِ لَغوِها وأَسئِلَتَها، متى ؟ وأَينَ؟ وكَيفَ؟ وإِلّا .غَذاها والِدُها شَوقَاً دِيناً مُعتَقَداً أَلهَمَها، حَفَرَ في رأسِها إِيماناً بوِجودِ (الحُجَة) بَرهَنَها، أَبصَمَ في كَفيها أَمانة أَن لا تَجرَح يوماً مولاها، أَن لاتَنجَرِفَ مَعَ التَيار لاتَركُضُ في كُلِ مَدار، رُغمَ المَوجةِ والإِعصار لاتَحذو حَذوَ الفُجار( لِتُصارعَ نَفسٍ أَمّارة ) ..

كَبِرتُ على أَمَلِ لِقائِكَ سَيدي حَتى شابَتْ ذَوائِبي قَبلَ ضَفائِري! جَسَداً أُحِيطَ بعِلةٍ وَسوادِ، ما غَيَرَتني الحادِثاتُ ولا الهَوى وَدُموعَ عَيني صُرْنَ كُلَ حَصادي..

وَتَنتَظرُ مِنّا التَغييرْ قَسَماً هذا الأَمرُ كَبير، مُلِئَتْ ظُلماً مُلِئَت جوراً أَينَكَ مِنها يا مولاي، بانَتْ مَلامِحُ آثارِكَ والكُلُ مُنغَمِسً بملَذات، مُنقَسِمينَ الى جَماعات ( كُلَ حِزبٍ بِما لَدَيهم فَرِحون).

هذا يدَّعي الإِسلامية والآخَرُ ثقافة غَربية وَذاك إِتَخَذَ مِنَ الوَطنِ شِمالاً راحَ يُبَعثِرُ بالخيرات جاسوسٌ أَكبَرُ بَذاتْ. أَمّا الأَعظم من هذا الأَمرْ هوَ خَلطةُ بِلادٍ غَربية! بتركيبةَ فكرٍ هَمَجية، سَرَقتْ من أَيدينا خطوطَنا العَرَبية وحَضارَتَنا وَ ثَقافَتَنا الإِسلامية، طَمَسَتْ في القاعِ هَويَتَنا،

عَجَنَتها بِماءِ مَسمومٍ خُلِطَ بِدَقِيقٍ مَطحون بِبِذور نباتِ العِلمانية، قَدَمَتهُ بِصَحنٍ مَكسور كَطَعامٍ لا يُسمِنُ ِ وَلا يُغني مِن جوع، كَالمُهلِ يَغلي في البُطون،  كَيفَ لا والعرَب قَدْ كَتَبوا حَضارَتَهُم فَوقَ رِمالٍ صَفراء ومِياهٍ شَحيحة وأَموالٍ مُهَرَبة، جاءوا بِرِبيعٍ كانَت شَمسَهُ  زَمهَريرا.

ماذا يَحدُثُ في بَلَدي كُل شيءٍ فيهِ تَغَيَّر، حَتى العَصافيرُ الرَقيقة صارت لِصِغارها تَقتُل وَتَخفي دَليلَ الإِثباتْ، إِمتَزَجَ الأَبيضَ بالأَكحَل وَلَوثَ أَلوانَ اللوحات، التَعَري صارَ بَديهياً بَعدَ أَن كان للحيوانات، طَرَبٌ رَقصٌ وَ شِعاراتٌ للمَثليةِ والحَفَلات، كُفراً إِلحاداً فاحِشةً سُكراً أقماراً بارات، أَكَلَ الدَهرُ عَلينا وشَرب، ذُقنا أَنواعَ الويلاتْ، والذِئابُ الشوهاءِ إِنتَشَرتْ وَضَعَت يَدَها بيدِ الشاةْ، لِتجُرَها لِلمَذبَحِ سِراً مَعَ موسيقى وإِغراءاتْ، فِتَسيرَ مُغَطاةِ العَينِ لا تَعرفُ أَينَ الطُرُقاتْ، مؤتَمِرةً بالطَوعِ الواجِبِ لِتُنَفِذَ كُلَ الطَلَبات، حَتى تَسقُطَ مَغشيةٍ تَنزَلِقَ بوادي الشَهَوات، وتَصِلَ إِلى المَرحَلَةِ الأَخطَرْ فَتُمسِكَ سِكيناً بِثَباتْ، لِتَقطَعَ مِن أَقرانِها لَحمآ وتَصنَعُ عَشَرات الطَبخات، مِنها المُستَويةُ والنيئةُ فَتَفورُ بِقِدرِ الأَزَماتْ..

إِنتَصَرت النَفسُ الأَمارةِ وَراحَت تَنخُرُ بالأَحشاء، إزدادت وَبِكُلِ جَدارة عَن نَفسٍ كانت لَوامة يَأست صَرَختْ في الأَرجاء، تَسمَعُها إِذنٌ صاغية خُصَتْ لِفِئةٍ مُختارة لِكُل مَن تَبِعَ العُلَماء،

فَهَنيئاً لِمَن جاهَدَ حَقاً نَفسٍ أَمارةَ بالسوء بِثَباتٍ مِن عَقلٍ واعٍ مُتَمَسِكَ بطَريقِ الشُرَفاء، يُصارِعَ بِسَيفٍ مِن لَهَبٍ يَغرُسهُ بِقَلبِ الأَهواء، يوماً سَيُلاقي وبوَجهٍ أَبيض ( القائِمَ ) ومَعَهُ الشُهَداء،

    الهي يا مَن يَملُك توقيتُ الآجالْ نَرجوكَ ظُهُوراً في الحالْ،  كُلي أَمَلاً في لُقياكْ أَفتَتِحُ ثَنائي بِمُناكْ فَالذِلَةُ بِبابِكَ مَنْزِلَةٌ عُليا أَطلُبُ مِنها رَجاكْ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو تراب الشمري
2022-05-30
احسنتي سلمت اناملك
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك