المقالات

تأمُّلات في الحرب الناعمة  


انتصار حميد ||   في سياق ما يمرُّ به البلد من منعطفات هي الأخطر على وحدته وتماسكه, أجد أنَّ هناك نمط من التفكير جدير بالمتابعة والتأمُّل, مع ملاحظة أنَّك لن تجد ما له القدرة على النفاق الثقافي أكثر من قابليَّة الخطاب الذي يدَّعي الوطنيَّة على ذلك, على الرغم من أنَّ هذا الخطاب هو الأكثر رواجا عندما تريد الآيديولوجيا تمرير حيلها والتواءاتها. فمثلا يرى المتشبثون بهذا الخطاب أنَّ المهندس شهي د من الطراز الرفيع, وقد أثبت كفاءة منقطعة النظير في حربنا ضد البرابرة الجدد, مع توصيتي بعدم إهمال أيَّة ملاحظة تخصُّ الأفراد والمنظمات والبلدان التي وقفت خلف طموحات بسط هيمنة الافكار البربريَّة  والاهداف المرجوة منها .     في هذا السياق تجد أنَّ أدوات الداخل المتماهية مع رؤى الآيديولوجيا المهزومة (د11عش ومن يقف خلفها) تحاول تفعيل المنصة الوطنية ذاتها لمجابهة ما ترسَّخ في ضمير الانسانية أنَّ المهندس ( رضوان الله عليه ) هو واحد من أهم قادة الانتصار في معركة الهوية والوجود, بترويجها لفكرة أنَّ الأخير لم يكُن همُّه عراقيا محضا.. هو يقوم بدوره الذي لا جدوى من نكرانه, ولكنه ليس سوى جندي مكلَّف لخدمة المصالح الإيرانية.  هذا الادِّعاء يمكن أن يكون مقبولا لو تمَّ التغافل عن المدن التي استبيحت، والدماء (الشروكيَّة) التي أُريقت، والأعراض التي انتهكت، والآثار التي هدِّمت, فكلُّ ذلك عائد للعراق وليس لدولة أخرى .   أذن ماهي أكبر مشاكل هذا الخطاب المقنَّع بالوطنيَّة؟    لاحظ" أنَّ هناك من يقوم بخلط الأوراق ولكن بشكل متأنق ", إذ يسعى الى شيطنة النوايا واختزال الحقائق أو خلخلتها, بحرف الأنظار الى زاوية لا يمكن أن تتيح للعامّة فرصة للتركيز على كلِّ ما من شأنه أن يمثل قناعة عامة متماسكة, من تضحيات بالرجال والاموال، وما تحقق بفضل الفتوى ورجالها من إفشال المخطط الكوني الذي كاد يطيح بالعراق، لا بوصفه بلدا هامشيا على خارطة العالم الثالث, بل بوصفه حالة حضارية واقتصادية, فريدة في هذا الكون, للوصول الى واقع جديد يفرضه منطق القوة بشقيها ( الصلبة والناعمة), وهذا الواقع ليس سوى دويلات مفككة ومتناحرة, ستنشغل بنفسها طويلا, الأمر الذي يتلاءم تماما مع الوجود الآمن والمريح للكيان الغاصب، وفاعلية الهيمنة الأمريكية في غرب آسيا. والحديث هنا يتعلَّق بالأهداف التي أعلن عنها أرباب هذا المشروع بعبارات غير قابلة للتأويل في مناسبات مختلفة .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك