المقالات

رضوة..!

1627 2022-05-17

  د.أمل الأسدي ||   أول شيء كانت  تسعی إليه  هو أن تكون أُمَّا،هذه غريزة جُبلت عليها المرأةُ،  فهي الأرض المعطاء، السمار الخصب، هكذا أختي بقيت  دموعُها ساخنةً ويداها معلقةً علی جدار الآه، وبقي الدعاء تهويدةَ الروح العطشی!! عشرُ سنوات مضت علی زواجها وهي تنتظرُ لحظةَ قرعِ البابِ، أن تقرعَ الابتسامةُ الناعمةُ بابَها، أن تفيضَ غرفتُها بأنفاسِ الملائكةِ،تدعو، تنتظرُ، تتنقّل من مشفی الی مشفی!! و(محمد ) زوجها كان يخبزُ حسرتَه وأملَه معًا في خبزه الذي يبيعه، يشعلُ الحسرةَ ويصدِّر الأملَ الی المشترين!! اليوم الزيارةُ الرجبية، أنا وهم واللوعةُ والأملُ في رحاب عليّ، في رحاب قلبِ الأميرِ، في رحاب النجف التي لا تجفُّ من الزوار! أنا وهم  لسانٌ يتشهی المعراج، أنا وهم شهقاتٌ شعاعيةٌ من الروحِ الی السماءِ!  إلهي بحق عليٍّ جدْ عليّ وارضني  وارزقني! هكذا أخذت الدعواتُ حيزها في الليلة الرجبية، ليلةِ المبعثِ النبويّ، ويبدو أن الأبوابَ الرحيمةَ كانت مطلقةَ العطاء، وها هي أختي تنتظرُ مولوداا! تنتظر فرحةً تأخرت سنوات!! اليوم الحياة خضراءُ تماما، عيدٌ يحتضنُ قلوبَنا، مولودةٌ قمريةٌ، تجلٍ من تجليات الجمال الإلهي! كان اختيارُ اسمها حديثًا جمعيا! أمي، أمها، أبي، أبوها سارعتُ بالقولِ :نسميها :رضوة فهي(رضوة علي) منّ اللهُ بها علينا بعد الزيارةِ الرجبية! استحسن الجميع رأيي وبالفعل جميلتُنا اسمها رضوی! مضی أربعون يوما علی ولادتها، والدها يفي بنذرِه، أسبوع كامل يخبز ويقدم الخبزَ نذرا،يقدمه وهو يقول:( الحمد لله، هذه رضوة علي، هدية أبو الحسن) وأنا  صغتُ  لها ولأمها سلسلتين  باسم (رضوة علي) ومعهما حجر الفيروز، فرحتْ أختي بهما، علّقت السلسلةَ في قماط الطفلة، ولبست هي سلسلتها!  فرحةٌ حقيقةٌ، ونعمة تستحق الشكرَ،و أيامٌ لا تنسی!! فلم أستطع نسيانها، وجه رضوی الطري،ضحكة أختي وفرحتها، ربكة زوجها واحتفائه بطفلته الهدية!! لم أنس وجهَ أمي وتجاعيدَه المنتشية فرحا، لم أنس حبَّ والدي لنا ودموعه حين يرانا مجتمعين!  لم أنس التفاصيلَ،  مازلتُ أعيشُها وكأنَّها أمس، علی الرغم من مضي ثلاثٍ وعشرين سنةً!! السلسلةُ لم تتغير (رضوة علي) !! هذه أختي وهذه ابنتها وهذا زوجها وهذا أبي وهذه أمي!! وهذه أرض كربلاء، كُتبَ عليها أن تكونَ مقبرةً جماعيةً في كل مرة!! كُتب عليها أن تكونَ شاهدا علی إج رامِ الحكام!! رضوة، عمرُكِ ثلاثٌ وعشرون  صرخةً تهزُّ أركانَ العرشِ!!! رضوة،جمجمتُكِ صغيرةٌ جدا!!  علام أرعبتْ  صـ..ـدام؟!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك