المقالات

استكان چاي عراقي مهيل..الأصالة تواجه الثقافة الدخيلة

2066 2022-05-13

د.أمل الأسدي ||

 

لكل شعب من الشعوب طقوسه الخاصة وعاداته وتقاليده التي تميزه عن غيره،وأحيانا تجمعه مع غيره من الشعوب،وفي العراق  تجد الكرم المتفرد وتشهد حالات عجيبة من الكرم وحسن الاستقبال والإيثار ولاسيما في مواسم الضيافة كأيام الزيارة الأربعينية والزيارة الرجبية وزيارة استشهاد الإمام الكاظم (ع) والزيارة الشعبانية وهكذا حين تدخل كل منزل من  المنازل وفي أي وقت كان.

فنستقبل الضيف بابتسامة طازجة،وكلمات ساخنة لم تذق في حياتها ثلجا ولاسُباتا!!

ولا نسمح للضيف أن يغادر من دون أن نقدم أجود ماعندنا،وتتفنن ربة البيت في صنع أطيب الأطباق العراقية الممزوجة بحنان الأم ومحبتها لأسرتها وللناس جميعا!

ثم يأتيك (الچاي المهيل المخدر) ولابد أن يكون ساخنا لاذعا،فلا نقدمه  فاترا أو بحرارة صامتة!

لابد أن يكون من (راس القوري) وبأجمل(الاستكانات) ولابد أن تركض رائحته نحوك قبل أن يأتيك!

ولاسيما وأنه يُترك(ليتخدر) علی نار(اللمپة أو المكينة) أو جمر الفحم أو الخشب أو (الصوبة) شتاءً،وكثيرا ما نفضل أن نصبه أمام الضيف كي يكون بأوج حرارته،وكي يشعر الضيف بدفء المنزل ودفء(اللمة) وكأنه بين أهله وأسرته!

وليس من طبعنا ـ غالبا- أن نقدم القهوة،فنحن جميعا نميل الی الشاي،ونتغزل به ونقول:(هذا چاي يعدل الراس)(وهذا چاي يصعد للدماغ) وكذلك ليس من طبعنا أن نفرغ الشاي في(الترمز) فيكون باردا بعض الشيء، ولونه(خابط) فنعد ذلك عيبا وليس من الكرم و لا من الاهتمام بالضيف!

وأستغرب كثيرا  الغزو الذي يلاحق عاداتنا وطقوسنا،فالأسواق مليئة(بالترامز) المكتوب عليها (شاي أو قهوة) وهذه ليست من بيئتنا وليست من عادات أهلنا،فنحن نبحث عن الأشياء الطازجة الساخنة المعبرة دوما،ومثل ذلك نسمع من الشباب كلمة(فديت)وكلمة (حبيت) نسمعها باردة غريبة عن محبتنا المشتعلة التي  تقول:(فدوة اروحلك) وتقول:(يابعد روحي)فشتان بين عاداتنا و(حچاياتنا الحلوة) تلك(الحچايات) التي تجعل الساعات كأنها دقائق سريعة ،والحچايات الميتة المتصحرة،ورحم الله جدي الشيخ جاسم محمد الأسدي إذ كان يصلي  الفجر ويبقی مستيقظا،فيشعل(منقلة الخشب)  في باب منزله في الكرادة الجميلة،وتناوله جدتي( قوري الچاي المهيل فيخدر علی الجمر) ويجتمع الجيران حوله صباحا،لتمر الساعات خاطفة مسرعة،وتسمع كلمات المحبة من الوجوه الجالسة المحلِّقة  حول (المنقلة) وحول(سوالف جدي):

خل نگوم لاشغالنا،النار سحارة يا يابة وسوالفك هم تسحر!

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك