( يُريدُ اللّه أن يُخِفِّفِ عنكم وخُلق الإنسانُ ضعيفا ً) سورة النساء الاية 28
الضعف هي صفة ملازمة للإنسان من جملة حيثيات ، فمراحل عمره تبدأ بالضعف البدني وتُختتم به ( الله خلقكُم من ضعفٍ ثم جعل من بعد ضعفٍ قوة ثم جعلِ من بعد قوة ضعفا ً وشيبة ) وإنّ قوته في فترة شبابه هي نسبية امام قوى اخرى كقوة الحيوانات المفترسة وقوة الماء إن كثُر وقوة فايروس غير مرئي !
ومن جانب نفسي فإن ضعف الإنسان واضح لما يمتلك من قوة شهوية تنازعه في ما تتعلق به من شهوات وقد من الله عليه بالتشريع لتقنين هذه القوى كماً وكيفا ً بما يتناسب وقدراته ، وبإلتفات الإنسان الى هذا الضعف وإقراره به تبدأ رحلته في البحث عن مصدر يمده بالقوة ليستمر في الحياة بجانبيها البدني والنفسي ، فهو يحتاج الى قوت يعين بدنه على النمو وإداء وظائف اعضاءه كما يحتاج الى قوى معنوية تعينه على موازنة القوى المتخبطة داخله وتنظمها فهو مفطور على الهلع والعجل وانه مائل للجدل واليأس والمنع كما ورد في القران الكريم وهذه الصفات كفيلة بتدميره مالم يستمد العون من قوة خارجية .
إن النقص يقود بصاحبه للبحث عن الكمال ويحط من الكبرياء والآنفة التي تصاحبه حيث يواجه حقيقته كما وصفها بالدقة امير المؤمنين عليه السلام حيث قال ( مسكين بني ادم مكتوم الاجل مكنون العلل محفوظ العمل تؤلمه البقة وتقتله الشرقة وتُنته العرقة ) فلا رادع للموت ولا وقت معلوم له ولا صحة بدن دائمة نركن اليها وعملنا محفوظ في كتاب لايغادر كبيرة ولاصغيرة وكائنات صغيرة قادرة على سلبنا الراحة !
ومع كل هذا الضعف بات الانسان هو الحامل لرسالة السماء وخليفة الله في الارض !! ، فالله عز وجل زوده بمحرك قوة اسمه العقل لو وفق لتوظيفه بشكل جيد واستطاع اخضاع القلب لاشرافه واستقبل مايرد من السماء بوعي حينها يكون مركز قوة يصعب لموجود ان يكافئه ، على ان لا يتوهم انّ نفسه هي مركز القوى وانما يدرك انه مرآة تنعكس عليها رسائل السماء .
اللهم ارحم ضعف بدني ورقة جلدي ودقة عظمي
15/ شهر رمضان / 1443هــ
https://telegram.me/buratha