( ..... لئِن شكرتم لإزيدنّكم .....) سورة برهيم لاية 7
الشكر هو عرفان الإحسان وتقدير النعمة ومنعمها ، وإظهار هذا التقدير باللسان إعترافا ً وفي القلب خضوعا ً وفي العمل طاعةً لذلك المنعم ، وبهذا يؤدي الانسان مراتب الشُكر من إعتراف لساني وخضوع قلبي ثم الطاعة الفعلية تجاه المنعم ، فهل يصل بذلك الى منتهى الشُكر ؟
إن الشكر هو إداء حق لمنعم خصنا بنعمة فإن كانت تلك النعمة معلومة ومحدودة كان استيفاء اركان الشُكر من معرفة النعمة وصاحبها كافياً لبلوغ منتهى الشُكر ، ولكن حينما تكون حدود النعمة لاتُحصى كنعم الله عز وجل ّ ( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) سيعجز الإنسان عن النهوض بحق الشكر، وما أدق وصف الشُكر الوارد عن سيد الساجدين عليه السلام في مناجاة الشاكرين ( فكيف لي بتحصيل الشكر وشكري اياك يفتقر الى شكر !!) .
إن اصل كل نعمة مرجعها لله تبارك وتعالى وبذلك ينضوي أي شكر لمخلوق على نعمة خصنا بها له عز ّ وجل ّ وهذا ما يجب أن يُدرك فالمُنعم واحد ، وان جرت الانعام على يد مخلوقاته فبإذنه و إن مصب الشكر لله وقد ورد عن الامام الصادق (من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عز وجل ) .
إن مردود الشكر يرجع الى الشاكر نفسه فالله عز وجل غني عن شكرنا وامتنانا ( ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ) فالشاكر ذاكر والذاكر مستحضر لوجود الله عز وجل ومستحضر لوجوب طاعته وعبادته فثمرة شكره ذكره وتواضعه لله ، إن تنوع النعم نعمة بحد ذاتها !! فالنعم تشكل دافع ومحركا ً على طريق العبودية لان الانسان مفطور على السؤال عن صاحبها وبمعرفة المحسن يتحقق الشكر .
لقد ورد وصف الله تعالى لنفسه في القران الكريم بانه شاكر عليم فهل كان هذا الوصف مجازيا ً ؟
لقد عرفنا الشكر بانه عرفان الاحسان ( وهل جزاء الاحسان الا الاحسان) ، فالله تبارك وتعالى يرد الاحسان احسانا ً وبذلك يرد الشكر شكرا ً باغداق الخيرات على عباده ( اولئك كان سعيهم مشكورا ً ) فكان هذا الوصف حقيقاً لا مجازيا ً كما اشار لذلك العلامة الطباطبائي في تفسيره .
التصريح القراني من ان ( قليل من عبادي الشكور ) تصريح موجع فكيف يتسم الشكر بالقلة في قبال ان النعم لاتحصى اليس ادراك النعم تقود الى الشكر وهي احد اركانها؟ ، نعم هي احد اركانها ولكن أن لم يُدرك المنعم يكون قد نُقض ركن مهم من اركان الشكر وقد ورد عن الامام الحسن ع مايكاد يفطر القلب الما ً
( ضغطة القبر للمؤمن كفارة لما كان منه من تضييع النعم )
فنعمة البصر في أي مورد نستخدمها ؟ ونعمة النطق ونعمة الصحة وكمال البدن والعلم ونعمة الحياة ؟ وو...... ناهيك عن تاج النعم وهي ولاية ال محمد عليهم السلام والتي سنُسأل عنها يوم القيامة .
(اليوم اكملت لكم دينك واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)
ففي قبال النعمة التامة الا يحق ان يتم الشكر باقصى مايمكن ؟
13 /شهر رمضان /1443هــــ
https://telegram.me/buratha