( ومن يتوكل على الله فهوحسبه ) سورة الطلاق الاية ٣
الاصل في التوكل اظهار العجز والإعياء وهو بحد ذاته نقص وضعف واحتياج يمكن ان يؤدي الى خدش عزة نفس الانسان ويهز ثقته بذاته و قد يلغي قدرا ً من ابداعه الفكري ويثبط سعيه .
لكن مفهوم التوكل يلبس حلة بهية بعيدة عما تقدم في حال كان المتوكل عليه هو الله عز وجل حينها فقط ينقلب الضعف الى قوة والنقص الى كمال والاحتياج الى كفاية فينبض المفهوم في قلب المتوكل ويدفعه الى تكامل ملفت للنظر وهو في قمة الاحتياج فكيف ذلك ؟
حينما تركن الى قدرة غير متناهية كقدرة الله تبارك وتعالى التي لامنازع لها ولاقاهر تكون قد استندت الى الاعظم والاقدرالمطلق فلما لا تشعر بالقوة ! ، سيكون شعورنا بالقوة امر بديهي .ورد عن رسول الله ص : ( من سره ان يكون اقوى الناس فليوكل على الله ) .
كما ان التوكل على الله تعالى يُعزز الشعور بالعزة والكرامة فلقد هيأ المتوكل الارضية واستعد لاستقبال فيض المتوكل عليه الذي لايمن ولايردّ ولا يُحرج .، وقد ورد عن الامام الصادق ع وصف لطيف في هذا المجال ( ان الغنى والعز خرجا يجولان فلقيا التوكل فاستوطنا )
ولطيف ان يكون التوكل سببا ً في اشعال جذوة التفكير فالعبد في التفكير والرب ّ في التدبيركما يقال فحينما تكون وجهة التوكل واحدة ومعلومة ستختصر على الفرد الوقت والجهد ، ولانه متوجه الى صاحب القدرة العظيمة ستكون نفسه مطمئنة ومستقر البال و بلا ادنى شك سيؤثر ذلك على عطاءه الفكري ويكون النتاج خلاقا ً وقد ورد عن امير المؤمنين ع ( من توكل على الله اضاءت له الشبهات وكُفي المؤونات وآمن التبعات )
اللهم لا تكلنا الى أحد سواك ولاتكلنا الى انفسنا طرفة عين ابدا .
رضيت بما قسم الله لي وفوضت امري الى خالقي
كما احسن الله في ما مضى كذلك يُحسن في ما بقي
المهندسة بغداد
3 رمضان 1443
https://telegram.me/buratha