( بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره ) سورة القيامة 14-15
من المعلوم ان لكل إنسان أدوات معرفية تجعله مُدركاً لما حوله من الموجودات ، وإن الحس والعقل هما أداتا الانتاج لذلك الادراك ، فالصورة تنقلها الحواس الى خيال الإنسان ليحتفظ بها كما هي في إطار الصورة ومن ثم تتدخل القوة الوهمية لحفظها كمعنى يلازم الذاكرة وهذا المزيج من الحفظ والتحليل الصوري والمعنوي يُكونّ البصيرة والتي يمكن اختزال تعريف لها على انها المعرفة القلبية التحقيقية المستندة لنور العقل السليم .
وقدر يتبادر الى الذهن لماذا كل هذا التفاوت في إدراكات البشر ونسبيتها مازالت ادوات المعرفة والية تحقيقها واحدة ؟
إن السبب في ذلك يعود الى الجهل بترتيب تلك الادوات في الاهمية وكذلك نوع المادة العلمية المراد تحليلها فلو اكتفى الانسان بالمحسوسات وقدمها كأولية لأنكر المغيبات وفقد عندها مساحة شاسعة من العلوم اللامرئية واذا توقف عند كل ما هو مشهور ومقبول ظني من ارثه العرفي دون الرجوع الى العقل ظل متخبطا ً في طريق الوصول الى الحقيقة ويمكن ان ينقض بناءه المعرفي اثر نفخة مغايرة لقواعد بناءه وأما اذا كان محدود المعاليم فقد كُثرت مجاهيله !!!. .لقد اشار الامام الكاظم عليه السلام لاحد طرق اكتساب البصيرة حيث قال ع (تفقهوا في دين الله فإن الفقه مفتاح البصيره ) وبهذا المفتاح تستقبل ردهات العقل المعلومات ثم تصنفها وفق يقينيات تجعلها لبنة للانطلاق من المعلوم الى المجهول كما يصفها المناطقة وهنا يتولد نور البصيرة فترى الاشياء كما هي بحد ذاتها ظاهرا ً وباطنا ً .
اللهم اني اسألك ان تجعل البصر في عيني والبصيرة في ديني .
المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha