المقالات

رفعت الجلسة ولن تعقد!


محمد حسن الساعدي ||

 

ليس غريباً أن نرى مثل هذا الصراع السياسي الدائر في العراق، خصوصاً ونحن امام شهد ساخن وبرلمان أشد سخونة.. فخرج من دائرة تخصصه في تشريع القوانين، الى لعبة كسر الارادات والاستقواء، والتهديد والوعد و ممن يفترض انهم ممثلون للشعب، ويحملون همه، ويعملون من اجل خلاصه من مشاكله وهمومه..

ما يوسف حقت ان جلسة مجلس النواب العراقي، عبرت بأسوء صورة عن ماهية هؤلاء النواب، فجزء مصمم على كسر أرادة طيف كامل من القوى السياسية، بحجة تشكيل الكتلة الأكبر شكلاً، ولكنها ستكون الأضعف واقعا ومضمونا وإرادة مستقبلاً.

عقدت جلسة مجلس النواب في موعدها المقرر يوم السبت 26/3/2022 بحضور 202 ومقاطعة 149 نائبا، ولكن دون تحقيق أي طرف لغايته، إلا من حيث إستطاعة الجميع، ان يعكسوا حالة الفشل، التي ظهر بها المشهد الديمقراطي في البلاد، فلا زال الوضع السياسي يراوح مكانه في ذات النقطة، دون أي تغيير ما يشير الى وجود حالة من الانسداد السياسي، قد يدفعنا الى حالة الطوارئ، وليس حكومة الطوارئ.. والتي هي الأخرى تحتاج الى ثلثي مجلس النواب للمصادقة عليها، ما يعني ان المشهد بات معقداً اكثر، وليس هناك أمام القوى السياسية عموماً وبالخصوص الكتلة الصدرية والاطار، سوى الجلوس على طاولة الحوار والبدء فوراً، بتفاهم بناء تجتمع فيه المشتركات وهي مصلحة الوطن والمواطن، وتفويت الفرصة على الاجندات الخارجية، التي تريد إيقاع الاقتتال الداخلي، بين أبناء المجتمع الواحد.

الانقسامات الحالية ليست في مصلحة المواطن العراقي، والذي ينتظر الكثير من برلمان اختاره، ليكون هو المدافع عن هذه المصالح، وتحقيقها وضرورة تغليب المصلحة العليا بروح المسؤولية الوطنية، والابتعاد عن نهج الاقصاء والفشل وسوء الإدارة، الذي شاب المراحل السابقة بكل تفاصيلها، والكف عن لي الاذرع والذهاب الى طاولة الحوار البناء، خصوصا وان الانتخابات الأخيرة التي تكن بالصورة الديمقراطية المعتد بها، والتي وصلت على 14% وهي لا تمثل بكل الأحوال رأي الشارع العراقي وإرادته، وانما تمثل أصوات أتباعها.

يعتقد وكما يرى كثير من المتابعين للمشهد السياسي والمحللين، ان جلسة مجلس النواب لن تعقد بهكذا وضع، خصوصاً وان الخلاف كبير وعميق، الى جانب الخلاف العميق داخل البيت الكردي، وأصرار التحالف الكردستاني على ترشيح “ريبر" قبله تصميم الاتحاد الوطني الكردستاني على ترشيح "برهم صالح" ما جعل المشهد يسوده التعقيد والانسداد..

لذلك لا يمكن الوصول الى حلول، ما لم تكن هناك إرادة سياسية، في الخروج من هذا المأزق الخطير، والذي يعرض السلم الأهلي للخطر، وللقناعة بضرورة الجلوس على طاولة الحوار، وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية، التي افقدت البلاد الكثير من فرص تقدمه وتطوره، بالإضافة الى ان البيت الشيعي يتحمل المسؤولية الأكبر، في خروج البلاد من هذا المأزق الخطير، عبر العودة الى طاولة الحوار والنظر لمصلحة المواطن، الذي ينتظر الخدمات وحلول لمشاكله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك