المقالات

بين التحالف الثلاثي واتفاقية ابراهام


حيدر المطوكي ||

 

لم يأخذ كثيرون في المنطقة على محمل الجد، معادلة وقف الضم مقابل التطبيع، التي أشهرتها أبوظبي في معرض تبريرها للاتفاق الثلاثي،  الذي حمل اسم "اتفاق أبراهام، والذي اتفقت بموجبه مع إسرائيل، وبرعاية الإدارة الأميركية، على "تطبيع كامل،  للعلاقات بين الكيان الاسرائيلي، والدول الخليجية.

وعلى الرغم من أن الاتفاق الثلاثي،  لم يُصرح بقائمة  الأعداء والمهددات المشتركة التي تواجه أطرافه، إلا ان يبقى الهلال الشيعي، يتصدر هذه الفائمة، وأن مواجهة هذا الطرف، هو المحفّز الأكبر لعملية التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج، وصولا إلى صياغة "الحلف الاستراتيجي.

وهناك قواسم مشتركه بين ذاك التحالف وهذا التحالف من حيث المصالح المشتركة والتهديدات.

ولو رجعنا الى المشهد السياسي العراقي، لوجدنا ان التحالف الثلاثي، كان المحفز الاكبر له في تشكيل كتلة،  تحت مسمى انقاذ وطن، هو الخوف من الاطار الشيعي، والذي يعتبر المهدد الاخطر لمصالح التحالف، وخصوصاً ان الاطار الشيعي يملك الثلث الضامن للعملية السياسية في العراق. اضافة الى ان ازدياد قوة ونفوذ الاطار الشيعي، يزعج التحالف الثلاثي.

ولاشك مما يعلم جميعنا، أن الدول الاقليمية المطبعة مع اسرائيل،  داعمة للتحالف الثلاثي، وتم الاتفاق،  بين القوى السنية،  تقدم،  وعزم،  في توحيد، الجبهة السنية، من خلال هذه الدول الاقليمية،  الداعمة للسنة في العراق، وليس هذا فقط، بل تم الاتفاق على تقسيم الادوار بين قيادات السنة.

 وجدبر بالذكر ان ابوظبي لعبة،  دوراً مميزا فيً إقناع الخنجر بتأييد تجديد ولاية ثانية للحلبوسي حيث يسعى الحلبوسي،  للبقاء على رأس  السلطة التشريعية في دورة جديدة وبالتالي لابد من اطلاع الدول الداعمة للسنة لضمان وساطتهم في ذلك.

ولابد ان نشير الى ان البارتي،  وتقديم مرشحهم من البيت البرزاني نفسه،  وهو ريبر احمد خالد،  حيث ان مرشح الديمقراطي الكردستاني لرئاسة الجمهورية، هو العنصر الذي ينسق بين الموساد الاسرائيلي، وبين الجهاز الامني التابع للبارتي، هذا من جهة، ومن جهة اخرى ما علاقة اليهودي برنار هنري ليفي،  مع اربيل، وتواجده في اربيل، ايام طلب انفصال كردستان من العراق، ونضسف الى هذا، ونقلاً عن الصحافة الاسرائيلية وباستمرار وما تسميها، دبلوماسية التطبيع عبر التراث، اتضح ان كثير من اليهود يزورن كردستان بحجة،  زيارة الاماكن التراثية الدينية اليهودية، ان محاولة وجود الاسرائيلين في اربيل بالتحديد، ليست وليدة الصدفة، بل هو عمل ستراتيجي مضاد، لمحور الممانعة و للأطار الشيعي، والتطبيع.

 وتعتبر اسرائيل ان امنها ووجودها مهدد،  من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانيية    وفصائل المقاومة الشيعية،  المتمثل قي الحشد الشعبي، وبسبب ثبات محور المقاومة،  المساند للجمهورية الاسلامية الايرانيية، ضمن مواجهته ضد الارهاب وضد التواجد الامريكي في العراق والتواجد الاسرائيلي في وكردستان.

اما بالنسبة للمنتظم السياسي الشيعي، المتواجد ضمن التحالف الثلاثي، وتقديم مرشحه لرئاسة الوزراء، يظهر انه من البيت المسيطر على الحزب، ، وبنفس الطريقة التي رشح بها كل من الكتلة السنية، والكتلة الكردية، السؤوال هنا هل ان تشكيل التحالف الثلاثي لأنقاذ وطن ام لأنقاذ العائلات.

ونلاحظ ان محاولة التحالف الثلاثي، في احداث متغيرات جديدة،  في الساحة السياسية العراقية، وتحولات بعيد عن بعض القوى السياسية الشيعية،  ومحور المقاومة، عبر العمل على بناء تحالفات جديدة، داخلية، مع بعض المجموعات العلمانية،  والسنية، وخارجية، مثل الدول الراعية للارهاب ودولة المنشار، السعودية وغيرها من الدول الاقليمية الشمالية والغربية، من خلال العزف على وتر المواطنة والوطنية.

وقد لا يبدو الامر منطقياً على الاطلاق، هو في الاتقاق  بين التحالف الثلاثي، في ازاحة محور المقاومة الشيعي،  والتخلص من بعض القوى السياسية الشيعية، وابعادها عن الساحة السياسية، بالاتفاق مع اجندة خارجية عبر الوسيط، هي القوى السنية.

ومروراً بالتطبيع مع الكيان الاسرائيلي،  عبر مرشح كردستان لرئاسة الجمهورية العراقية وعلاقته الوطيدة مع اليهودي،  برنار هنري ليفي، بالاضافة الى،  اقامة عدة مؤتمرات وندوات في كردستان،  تطالب فيه بالتطبيع مع اسرائيل، ونخص بذلك مؤتمر السلام و الاستردات،  الذي اطلق من خلاله بالانضمام الى اتفاقية ابراهام، وكما نصت الاتفاقيات على إقامة علاقات دبلوماسية،  بين الأطراف الموقعة، إسرائيل، وفتح صفحة جديدة للتعاون والسلام بين الكيان الاسرائيلي والتحالف الثلاثي، بدون الاعلان عنه رسمياً، وذلك عدم قدرتهم على اقناع المواطن بين ليلة وضحاها، بالتطبيع مع اسرائيل، بل مع الزمن تتغير الافكار.

وتتركز محاور الانقسام،  اليوم حول مفهوم الوطنية، والمشروع المستقبلي، فالكرد يرون أن الوضع الحالي،  يجب أن يمهد لكيان كردي طال انتظاره. وتشكيل حالة مميزة داخل العراق تشبه دولة غير معلنة، وحق التنقيب عن النفط وتصديره،  بالإضافة إلى وضع الأراضي، المتنازع على سيادتها، خصوصاً مدينة كركوك الغنية بالنفط، والتطبيع مع الكيان الاسرائيلي واقامة علاقات صديقة معهم.

اما بالنسبة للقوى السنية فإنها تحاول خلق، حالة من الانقسام الشيعي الشيعيّ، وهذ يعتبر لها، هو المحور الأساسس، للتعامل مع بعض، القوى السايسية الشيعية، ويتعاملون مع البعض الاخر بتخوف، ويدعون عدائيتهم ويدعمون أعمال العنف التي تستهدف السنة، مما يدفعهم للتحالف مع بعض القوى الشيعية، دون اخرى وتغيير وجه العراق، إلى وجه سني متحالف مع دول اقليمية شمالية ودول اقليمية غربية،  لافشال، الحكم الشيعي،  واستراجع الحكم العراقي للقوى السنية، ويرون ان هذه هي فرصتهم الثمينة.

ان ما يجري في الميدان السياسي العراقي، من تغير للقوى السياسية وقلب المعادلات الاستراتيجية، يظهر ذلك، في قوة الردع السياسي التي تمتلكها القوى السياسية الشيعية، وثبات محور المقاومة.

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك